خصصت الصحيفة الفرنسية "لوموند" على مدار الأيام الثلاثة الماضية صفحات خاصة للتطرق إلى فضيحة ما بات يعرف ب”وثائق بنما” باعتبارها أحد الصجف المشاركة في التحقيق الذي قام به أكثر من 370 صحافيا من أكثر من 70 بلداً في عمل استمر حوالى سنة كاملة. الصحيفة الفرنسية وفي حديثها عن تسريبات “بنما” تطرقت إلى ورود إسم سكريتير الملك “محمد منير الماجدي” و علاقته بشركات في الجنات الضريبية وعن شرائه يختاً ملكياً يحمل إسم "البوغاز" وفندقاً في العاصمة الفرنسية باريس. ولم تكتفي “لوموند” بذكر “منير الماجدي” بل أقحمت إسم وصورة الملك محمد السادس في غلافها تحت عنوان "أموال الرؤساء المخبأة" إلى جانب كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين و السوري بشار الأسد والجزائري عبد العزيز بوتفليقة ورئيس الوزراء الأيسلندي المستقيل جراء تورطه في “تسريبات بنما”. الصحيفة الفرنسية التي دأبت على مهاجمة المغرب وهي التي كانت قد نشرت ما أسمته بحسابات بنكية في سويسرا تعود للعائلة الملكية كتبت أن الصحافة المغربية لا تقدر على الكلام على وجود أسماء قريبة من البلاط الملكي في “وثائق بنما” واعتبرت أن جل الصحف والمواقع الإلكترونية تجاهلت الأمر لعدة اعتبارات. إلى ذلك كانت الصحيفة قد تلقت في السابق توضيحات من القصر الملكي الذي يحاول في كل مرة الدفاع عن نفسه من خلال توضيح ما ينشر على صفحات الصحف الفرنسية خصوصاً. هذا و استدعت وزارة الخارجية الجزائرية اليوم الأربعاء السفير الفرنسي بالجزائر برنار إيمي لإبلاغه باحتجاجها الرسمي على ما وصفها البيان بالحملة الإعلامية ضد مسؤولين جزائريين. وكانت صحيفة لوموند قد نشرت الأحد صورة للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ضمن صور زعماء العالم الذين وردت أسماؤهم ضمن ما تعرف بوثائق بنما المتعلقة بالفساد. وقالت الخارجية الجزائرية إن “التحامل على مؤسسة الرئاسة الجزائرية من قبل وسائل إعلام فرنسية باسم حرية التعبير غير مقبول”، وأوضحت أن الوزير رمضان لعمامرة استدعى السفير الفرنسي للاحتجاج على “الحملة الإعلامية المنظمة” التي تتعرض لها الجزائر قبل زيارة رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس الجزائر على رأس وفد مهم السبت المقبل. ورغم اعتراف صحيفة لوموند بأن الرئيس الجزائري لم يرد اسمه في تلك الوثائق، فإنها اعتبرت ورود اسم وزير الصناعة عبد السلام بوشوارب المقرب من شقيق الرئيس ومستشاره الخاص “يجعله معنيا بشكل أو بآخر بالفضيحة”، قبل أن تضطر في اليوم التالي إلى تعديل ما نشرت. ونشر الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين مؤخرا وثائق سُرِّبت من شركة “موساك فونسيكا” للمحاماة -ومقرها بنما- وهي تحتوي على بيانات مالية لأكثر من 214 ألف شركة في ما وراء البحار في أكثر من مئتي دولة ومنطقة حول العالم.