وضعت الزيارة الناجحة التي قام بها رئيس الحكومة الإسبانية بيذرو سانشيز، إلى المغرب يومي الخميس والجمعة الماضيين، المعارضة الإسبانية في مأزق، أمام المكاسب التي حققتها الحكومة الإسبانية جراء موقفها الجديد اتجاه النزاع المفتعل في الصحراء المغربية. ولم تجد المعارضة ما تُحرج بها الحكومة سوى تمسكها بإثارة موضوع مدينتي مليلية وسبتة وعدم " التنصيص الصريح" في الإعلان المشترك على كونهما مدينتين إسبانيتين. في السياق،أكدت صحيفة (لاراثون) الإسبانية، أن حصيلة الزيارة التي قام بها رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز ، إلى المغرب ، كانت إيجابية. وأضافت اليومية، في عددها الصادر اليوم السبت(09 ابريل2022)، أن سانشيز لا يخفي "رضاه" عما يعتبره "نجاحا دبلوماسيًا" للحكومة الإسبانية، حيث تم التوافق على إعادة فتح الحدود البرية بين البلدين ، وإحداث مركزين جمركيين بسبتة ومليلية، والشروع في الترتيبات المتعلقة بعملية العبور(مرحبا)، التي توقفت خلال السنتين الماضيتين بسبب إكراهات انتشار جائحة كوفيد 19. وتحدثت الصحيفة عن الدور الذي لعبه الموقف الإسباني الجديد في فك عقدة الخلاف مع المغرب والطي النهائي للأزمة الدبلوماسية التي استمرت زهاء سنة كاملة. وجدد سانشيز التأكيد على أن الموقف الذي تبنته حكومته هو "أفضل ما يمكن أن تطرحه أية حكومة إسبانية" ، على الرغم من رفض أحزاب المعارضة وبعض شركائه في الحكومة، للموقف الإسباني الجديد. من جهة أخرى، وفي محاولة لإحراج حكومة سانشيز، والتشويش على نجاح زيارته إلى المغرب، واصلت المعارضة لعبة توجيه الاتهام إلى الحكومة على اعتبار أنها لم تحصل على ضمانات تؤكد انتماء مدينتي مليلية وسبتة إلى التراب الاسباني. وانتقد زعيم الحزب الشعبي الإسباني المنتخب حديثا ، ألبرتو نونيز فيجو ، في مقابلة مع( لا سير) ، حصيلة زيارة سانشيز إلى المغرب، معتبرا أنها " غير مقبولة"، وفق ما أوردته يومية (لاراثون)، لأنها حتى وإن أفضت إلى طي صفة الأزمة مع المغرب، إلا أن ذلك كان على حساب دعم اسبانيا لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء. كما انتقد كون السياسة الإسبانية أصبحت تتجسد في شخص واحد، في إشارة إلى بيذرو سانشيز. في السياق نفسه،عبر وزير الخارجية الإسباني السابق ، خوسيه مانويل غارسيا مارغالو ، عن رفضه للإعلان المشترك، المغربي الاسباني، باعتباره لا يتضمن مسألة الاعتراف ب"إسبانية "سبتة ومليلية.