مأدبة إفطار على شرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس ومباحثات رسمية لترسيم آفاق واعدة للعالقات المستقبلية بين البلدين أكد بلاغ لوزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة أن فخامة رئيس الحكومة الإسبانية السيد بيدرو سانشيز سيقوم بزيارة للمملكة المغربية يوم الخميس 7 أبريل الموافق للخامس من رمضان بدعوة كريمة من جلالة الملك. وبهذه المناسبة يضيف البلاغ، سيجري جلالة الملك مباحثات رسمية مع فخامة السيد بيدرو سانشيز رئيس الحكومة الإسبانية، كما سيقيم جلالته مأدبة إفطار على شرفه. وتأتي هذه الزيارة بدعوة من جلالة الملك بعد الاتصال الهاتفي الأخير بين جلالته ورئيس الحكومة الإسبانية. وسيكون سانشيز مرفوقا في هذه الزيارة بوزير الخارجية خوسي مانويل ألباريس الذي أجل زيارته للمغرب التي كانت مقررة في الفاتح من شهر أبريل الجاري. وذكرت صحيفة "لاراثون" أن سانشيز سيجتمع قبل توجهه إلى المغرب في نفس اليوم بالرئيس الجديد للحزب الشعبي المعارض الذي جرى انتخابه الأسبوع الماضي ألبيرتو نونييز فايلو. وكان الحزب الشعبي قد انتقد الموقف الجديد لبيدرو سانشيز من قضية الصحراء المغربية متهما إياه بعدم التشاور في القضايا المصيرية التي تهم العالقات الخارجية الإسبانية، التي اعتبر الحزب الشعبي أنها يجب أن تكون محل إجماع وتشاور، كما اتهم الحزب الشعبي رئيس الحكومة بعدم إخباره بالموقف الجديد قبل الإعلان عنه. ويبدو أن رئيس الحكومة باجتماعه برئيس الحزب الشعبي الجديد يريد أن يوحد الرأي ويمتص غضب باقي الأحزاب السياسية الإسبانية التي لم توافق على تغيير موقف إسبانيا من قضية الصحراء، المغربية أو على الأقل من الطريقة التي دبر بها سانشيز الموضوع. هذا وإذا كان الحزب الشعبي ما زال يعارض خطوة سانشيز ، فإن من شأن هذا اللقاء تخفيف الضغط وجبر الخواطر، وربما الإعلام بما يمكن أن يجري من اتفاقات قد يعقدها سانشيز أثناء زيارته المرتقبة للمغرب. وللإشارة فإن دواعي معارضة الحزب الشعبي بشأن موقف الحكومة الإسبانية الجديد بشأن قضية الصحراء المغربية ، لا يمكن فهمها إلا في إطار مزايدات سياسية بين الحزبين، فخلال استضافة إسبانيا للزعيم الانفصالي إبراهيم غالي السنة الماضية، انتقد الحزب الشعبي حكومة سانشيز واتهمها بتعريض العلاقات مع المغرب للتردي. من جهة أخري يبدو أن الاتصالات التي أجراها سانشيز مع باقي مكونات الإتلاف الحكومي بدأت تؤتي أكلها ، وذلك أن نواب أحزاب كل من اتحاد بوديموس والحزب اليساري الجمهوري الكاطلاني ، وحزب بيلدو الباسكي في الغرفة السفلى قدموا وثيقة لهذه الهيأة لم تتضمن لأول مرة ما يسمى "بحق تقرير مصير الشعب الصحراوي" إذ أن الوثيقة أكدت بالحرف "أن الحوار والمفوضات والاتفاق البناء واحترام الشرعية الدولية هو السبيل الوحيد لحل واقعي عادل ودائم مقبول من جميع الأطراف في الصحراء". ويرتقب أن تكون هذه الزيارة بداية عهد جديد من علاقات الثقة والتعاون الاستراتيجي المراعي لمصالح البلدين السياسية والاقتصادية والأمنية.