تساءلت بعض الصحف الإسبانية البارزة الصادرة اليوم الثلاثاء، عن السبب الذي جعل الملك محمد السادس، يوجه دعوة لرئيس الحكومة الاسبانية بيذرو سانشيز، لزيارة المغرب في شهر رمضان، الذي تقل فيه عادة زيارات قادة الدول، والجواب قدمه وزير الخارجية الإسبانية خوسي مانويل الباريس، في تصريح صحفي، تناقلته وسائل الإعلام الإسبانية، حيث اعتبر رئيس الدبلوماسية الإسبانية أن ذلك مؤشرا على صداقة قوية جدا تربط البلدين الجارين، على اعتبار أن مائدة الإفطار لا تجمع الأصدقاء فقط، بل تجمع أفراد العائلة في جو حميمي، فالزيارة يراد لها أن تكون حميمية وليست بروتوكولية فقط، هي زيارة لبداية جديدة في العلاقات الثنائية بين المغرب وإسبانيا. هي كذلك، إشارة من الملك، على أن العلاقات التي تربط المغرب بإسبانيا لا تقف عند طابعها الدبلوماسي والسياسي، بل هي علاقة أخوية و"عائلية" تربط المملكتين المغربية والإسبانية. هي علاقة متجذرة في التاريخ، وينبغي لها أن تستمر رغم " حوادث السير" التي قد تكون بعضها خطيرة، مثل ما وقع في سنة 2002 أثناء اقتحام جنود اسبان لجزيرة ليلى المغربية، أو تلك التي وقعت عند استضافة اسبانيا لجلاد (بوليساريو )ابراهيم غالي في ابريل الماضي بتلك الطريقة الهوليوودية. تضع الزيارة التي سيقوم بها سانشيز إلى المغرب بعد غد الخميس، حدا لقطيعة دامت حوالي سنة، بسبب استقبال السلطات الاسبانية لزعيم الجبهة الانفصالية ابراهيم غالي فوق التراب الإسباني بطريقة غير قانونية وبهوية مزورة، بدعوى العلاج من مضاعفات كوفيد 19. الزيارة تضع حدا لشرخ خطير تسلل إلى العلاقة المغربية الإسبانية، وتسبب في زعزعة ثقة المغرب في اسبانيا، بسبب إدخال زعيم ميليشيا تناصب العداء للمغرب وتشن عليه الحرب بدعم مالي وعسكري من الجزائر. لذلك، أراد المغرب أن يؤسس لعلاقة جديدة مع اسبانيا مبنية على أساس استعادة الثقة، علاقة موجهة نحو المستقبل قوامها الدفاع عن المصالح المشتركة للبلدين واحترام السيادة الترابية للمملكة، وهو ما تعهد به رئيس الحكومة الإسبانية في الرسالة التي وجهها إلى الملك محمد السادس، والتي أعلن فيها عن موقفه الجديد الإيجابي من النزاع المفتعل في الصحراء المغربية. زيارة سانشيز ، التي ستتزامن مع مناقشة الموقف الإسباني الجديد من قضية الصحراء المغربية في الكونغريس الإسباني هذا الخميس ، من شأنها أن تعمل على ترسيم "المرحلة الجديدة" في العلاقة التي تربط البلدين ، بعد أزمة سياسية ودبلوماسية، هي الأسوأ في تاريخ البلدين، استغرقت عامين. الأهم في هذه الزيارة هي اللقاء المرتقب الذي سيجمع الملك محمد السادس برئيس الحكومة الإسبانية، والذي سيتناول عددا من القضايا الراهنة والآنية ومنها مستقبل العلاقات المغربية الإسبانية. تكتسي اللحظة التي اختارها الملك محمد السادس لزيارة سانشيز أهمية خاصة، بحسب صحيفة(الموندو)، لأنها تأتي في شهر رمضان ، الذي تقل فيه زيارات قادة الدول. هي إذن بداية انطلاق مرحلة جديدة في العلاقات المغربية الإسبانية، يرتقب أن تتوطد فيها أكثر لبناء علاقات سياسية واقتصادية قوية ومتينة وكذا مواجهة التحديات المطروحة، ومنها التحديات الأمنية، والجريمة المنظمة، وانتشار شبكات الهجرة غير القانونية.