أعاد خطاب الملك محمد السادس المعلِن عن استعداد المغرب طي صفحة الأزمة الدبلوماسية مع إسبانيا، والتجاوب الإيجابي لرئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، الذي رحب بعودة العلاقات بين البلدين، إلى الواجهة إمكانية قيام سانشيز بزيارة إلى الرباط يلتقي خلالها العاهل المغربي، وهي الزيارة التي كانت مقررة العام الماضي غير أن المسلسل الطويل من الصدامات التي سبقت المشكلة الأكبر في شهر أبريل، حال دون ذلك. ونقلت تقارير إسبانية عن مصادر في وزارة خارجية مدريد، تأكيدها أن الخطوة الأساسية على درب المصالحة مع الرباط ستكون هي إحياء الزيارة التي كان سانشيز يخطط لها والتي جرى تأجيلها منذ أواخر العام الماضي، مشيرة إلى أن وزير الخارجية الجديد، خوسي مانويل ألباريس، الذي يلعب دورا كبيرا في إعادة المياه إلى مجاريها بخصوص العلاقات بين البلدين، "يبذل كل جهوده من أجل بناء الجسور مع المغرب". وأوضحت المصادر نفسها أن "الوقت لا يزال مبكرا للمضي قدما في أي شيء، لكن المفاوضات تسير في الطريق الصحيح"، ناقلة عن محيط وزير الخارجية الإسباني الذي خلف الوزيرة المُقالة والمتسببة الرئيسية في الأزمة، أرانتشا غونزاليس لايا، أن "التفاؤل منتشر بعد كلام الملك محمد السادس الذي أكد فيه رغبته في تدشين مرحلة جديدة وغير مسبوقة في العلاقات مع إسبانيا، مبرزة أن وزارة الخارجية تنتظر الآن "العودة الوشيكة" للسفيرة المغربية، كريمة بنيعيش، إلى مدريد. وكان رئيس الوزراء الإسباني يستعد رفقة وفد من حكومته لزيارة المغرب من أجل عقد اللقاء الرفيع المستوى مع نظيره المغربي سعد الدين العثماني وأعضاء الحكومة المغربية، في دجنبر من سنة 2020، حيث كان يُنتظر أن يلتقي بالملك محمد السادس، لكن الاجتماع تأجل مباشرة بعد إعلان الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، وتأجل مرة أخرى في فبراير 2021، وحينها أوردت وسائل إعلام إسبانية أن القصر الملكي رفض تحديد موعد لسانشيز للقاء الملك. غير أن زيارة سانشيز للرباط أُقبرت تماما بعد سماح إسبانيا بدخول زعيم جبهة "البوليساريو"، إبراهيم غالي، إلى أراضيها على متن طائرة جزائرية بشكل سري، في أبريل الماضي، ما فجر أزمة هي الأسوأ من نوعها منذ 2002، والتي لم تتضح بوادر انتهائها إلا بخطاب الملك محمد السادس بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب مؤخرا، حين قال إنه يتطلع "بكل صدق وتفاؤل لمواصلة العمل مع الحكومة الإسبانية ورئيسها بيدرو سانشيز، من أجل تدشين مرحلة جديدة وغير مسبوقة في العلاقة بين البلدين على أساس الثقة والشفافية والاحترام المتبادل والوفاء بالالتزامات".