أعلنت الجزائر مجددا أنها ستقوم بإجراء مراجعة لجميع الاتفاقات التي أبرمتها مع إسبانيا، وذلك تعبيرا عن استيائها من موقف الحكومة الإسبانية الذي أعلنت من خلاله دعمها لمبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب لحل نزاع الصحراء. وقال الأمين العام لوزارة الخارجية الجزائرية شكيب قايد، خلال زيارة له إلى العاصمة الإيطالية روما، أن الجزائر "ستراجع كل الاتفاقات مع إسبانيا، في كافة المجالات". وأضاف المسؤول الجزائري في تصريحات صحفية أنّ إسبانيا لم تُبلغ الجزائر بما اعتبره "انحرافا في السياسة الخارجية لمدريد"، وتابع "نحن مندهشون للغاية من هذا التغيّر غير المبرّر"، وذلك في إشارة إلى دعم مدريد لمبادرة الحكم الذاتي. وكانت الجزائر قد قررت استدعاء سفيرها في مدريد للتشاور، بعد إعلان الحكومة الإسبانية عن دعمها للوحدة الترابية للمغرب، ولمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية التي تقدم بها المغرب لحل نزاع الصحراء. وقال بيان لوزارة الشؤون الخارجية الجزائرية ان الجزائر تستغرب ما أسمته "الانقلاب المفاجئ" لاسبانيا بخصوص موقفها من هذا النزاع الإقليمي. يشار إلى أن الحكومة الإسبانية قد أعلنت في 18 من مارس الجاري، أنها تعتبر المبادرة المغربية للحكم الذاتي، بمثابة "الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف". وأكدت الحكومة الاسبانية في موقف تاريخي على لسان رئيسها بيدرو سانشيز، في رسالة وجهها إلى الملك محمد السادس، عن دعم مدريد لمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية التي تقدم بها المغرب لحل نزاع الصحراء، مشددا على أن إسبانيا "تعترف بأهمية قضية الصحراء بالنسبة للمغرب".