كشفت محسن الحسنية، أستاذة باحثة في المعهد الوطني للبحث الزراعي بالرباط، اليوم الجمعة، أن اختفاء النحل، رغم أنها ظهرت لأول مرة في المغرب في شهر نونبر الماضي، إلا أنها ظاهرة تعرفها العديد من الدول في العالم وذلك منذ ثمانينيات القرن الماضي. وقالت الأستاءة الباحثة، في تصريح لجريدة Rue20 الإلكترونية ، بمناسبة انعقاد ندوة علمية حول اختفاء النحل نظمتها وزارة الفلاحة، أنه يتعين أن نستفيد من تجارب تلك الدول لنتعرف بدقة عن الأسباب الحقيقية للظاهرة والوسائل التقنية والعلمية المعتمدة لمواجهتها. وأبرزت الباحثة أن أسباب اختفاء النحل متنوعة ويمكن أن تعزى إلى بعض الممارسات المرتبطة بتربية النحل مثل كثرة الترحال وتغيير أمكنة تربية النحل، و نوعية الأعلاف المقدمة للنحل، واستعمال الأدوية في مختلف الزراعات والأشجار. وأشارت الخبيرة كذلك إلى أن المناخ السائد المتسم بقلة التساقطات المطرية لعب دورا من حيث أنه أدى إلى قلة المراعي. وكانت وزارة الفلاحة أعلنت مباشرة بعد اكتشاف ظاهرة اختفاء النخل، أنها أعدت برنامجا لدعم مربي النحل المتضررين من الظاهرة . وأوضحت الوزارة في بلاغ لها، أنه تم لهذا الغرض تخصيص مبلغ 130 مليون درهم لاتخاذ إجراءات فورية، في مقدمتها إعادة توطين خلايا النحل المصابة. وتعهدت الوزارة بتوزيع طوائف نحل جديدة والقيام بحملة وطنية لمعالجة الخلايا ضد داء "الفارواز" والقيام بحملات توعية لفائدة المربين خاصة ما يتعلق بالممارسات الجيدة لتربية النحل. يلعب قطاع تربية النحل دورا اجتماعيا واقتصاديا هاما، إذ يشكل مصدر دخل إجمالي أو جزئي بالنسبة لأزيد من 000 36 نحال. كما تلعب تربية النحل دورا أساسيا في تلقيح النباتات، سواء الطبيعية أو المزروعة، مع تأثيرها الفعال في تحسين كمية وجودة الإنتاج النباتي، لا سيما غرس الأشجار المثمرة وزراعة الخضراوات والزراعات الصناعية، بحسب معطيات رسمية. وينتج بالمغرب أزيد من8000 طنا من العسل سنويا، ويوفر القطاع 2.50 مليون يوم عمل.