عرفت العديد من المناطق بالمغرب مؤخرا ظاهرة انهيار طوائف النحل. هذه الظاهرة الفريدة تسببت في ضرر جسيم لحق مربي النحل بالمملكة. ولدرء هذا الضرر، وضعت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات برنامجا خاصا لدعم مربي النحل المتضررين. وفي هذا الصدد، أفاد "عبد السلام بكري" مربي نحل بسيدي سليمان في اتصال هاتفي "مع رسالة 24" أن السبب وراء انهيار هذه الطوائف مجهول لحد الآن، مع ترجيح عوامل قد تكون مسؤولة عن هذه الظاهرة من قبيل العوامل المناخية أو استعمال المبيدات. وتعليقا على الدعم الذي خصصته الوزارة المعنية لتدارك هذه الخسائر، أكد بكري على أن هذا الدعم جاء في إبانه، و أنه سيساعد العديد "النحالين" في تسديد القروض المالية التي سيتعذر عليهم سدادها بعد الخسائر المالية التي لحقت بهم جراء انهيار طوائف النحل، كما أن المساعدة المذكورة ستمكن البعض الآخر من اقتناء صناديق جديدة للنحل، و إعادة الاستثمار فيها من جديد. وركز بكري على ضرورة معالجة المشكل من جذوره من خلال التشخيص الجيد للسبب الحقيقي الذي أدى إلى هذه الواقعة المؤسفة، كما شجع البحث العلمي بغية تحسين سلالة النحل، و المساعدة على ظهور سلالات مقاومة للأمراض أو التغيرات المناخية. وكانت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات قد أعلنت عن إعداد برنامج خاص لدعم مربي النحل المتضررين من ظاهرة انهيار طوائف النحل ببعض المناطق في الآونة الأخيرة. وخصصت الوزارة، لهذا الغرض، مبلغ 130 مليون درهم لاتخاذ إجراءات آنية من بينها دعم المربين لإعادة إعمار خلايا النحل المصابة عبر توزيع طوائف نحل جديدة والقيام بحملة وطنية لمعالجة خلايا النحل ضد داء الفارواز والقيام بحملات تحسيسية لفائدة مربي النحل خاصة ما يتعلق بالممارسات الجيدة لتربية النحل. وقام مكتب "أونسا" بتشكيل لجنة خبراء متعددة التخصصات لمواصلة الأبحاث والدراسات حول هذه الظاهرة، مسجلا أن المكتب يعمل على تعميق التقصيات الميدانية بتعاون مع مهنيي تربية النحل بهدف تحديد العوامل المساعدة لهذه الظاهرة. وجدير بالذكر، أن ظاهرة "انهيار طوائف النحل" سبق وأن تم تسجيلها في عدد من الدول عبر العالم خاصة بأوروبا وأمريكا وإفريقيا. وربطت الدراسات والأبحاث المعمقة التي تم إجراؤها بهذه الدول وجود هذه الظاهرة بأسباب متعددة تتداخل فيها مجموعة من العوامل، من بينها المناخية والبيئية التي تتميز خصوصا بارتفاع درجات الحرارة وقلة التساقطات المطرية وتأثيرها على تقلص مساحة المراعي، وما يترتب عنها من قلة الموارد الضرورية لتغذية النحل. ناهيك عن أسباب ترتبط بالحالة الصحية للمناحل والطرق الوقائية المتبعة، علاوة على ممارسات تربية النحل غير الصحية.