كشفت دراسة أنجزت من طرف الأستاذة "ناني" بكلية الطب والصيدلة بالدار البيضاء، حول انتشار الهجرة بين طلبة السنة الختامية في الطب، أن كل طبيب بالمغرب مقابل 3 خارج البلاد. وأنجزت الدراسة بين فاتح يناير و 31 منه في عام 2021، إذ ضمت طلبة السنة الختامية في الطب الذين درسوا بكلية الطب و الصيدلة بالدار البيضاء، وذلك بهدف معرفة نسبة انتشار الهجرة بين طلبة السنة الختامية في الطب و معرفة مواصفاتهم. وخلصت الدراسة إلى أنه ضمن 251 طالب طبيب، 71,1 في المائة من طلبة السنة الختامية في الطب ينوون الهجرة إلى الخارج من بينهم 61,6 في المائة طالبات طبيبات. وأبرزت أن 97,6 في المائة من الطلبة الذين يفكرون في الهجرة إلى الخارج كان ذلك لتوفر تكوين ذو جودة، و99 في المائة لظروف عمل أحسن، و 97,2 في المائة من أجل حياة أفضل. وأوضحت الدراسة أن 95,2 في المائة ممن شملتهم الدراسة مهتمون بالهجرة للخارج ومغادرة البلاد لأنهم غير راضين عن تكوينهم بالمغرب ، فيما 97 في المائة لأنهم غير راضين عن الراتب، ثم 83,6 في المائة منهم بسبب الإحتقار والتقليل من الطبيب في وسائل التواصل. وكان تقرير برلماني أنجز في يونيو 2021 كشف عن خصاص وصفه ب"الحاد"، في عدد الأطر الطبية وشبه الطبية تعاني منه مستشفيات المملكة، في مقابل ارتفاع عدد الأطباء الذين يختارون الهجرة نحو الخارج. وخلص التقرير النهائي ل"مجموعة العمل الموضوعاتية المكلفة بالمنظمة الصحية" داخل البرلمان، إلى أن حوالي 7000 طبيب اختاروا مغادرة البلاد لممارسة الطب في الخارج. وتابع مبرزا أنه "لم يكن يتعدى عدد الأطباء الذين غادروا المغرب سنة 2018، 603 أطباء" وهو العدد الذي يشكل، بحسب المصدر، 30 في المائة من عدد خريجي كليات الطب والصيدلة لتلك السنة. وسجل التقرير "وجود خصاص حاد في عدد الأطر الطبية وشبه الطبية في المغرب"، لافتا إلى أن البلاد تتوفر حاليا على "8442 طبيبا في الطب العام و13932 في الطب الاختصاصي، في حين يحتاج المغرب إلى 32387 طبيبا و64774 ممرضا وتقني صحة". وعزا التقرير هجرة الأطباء إلى عدة عوامل من بينها "غياب تحفيزات من شأنها الحد من هجرة الأطباء إلى الخارج وكذا تشجيع الأطباء على العمل في القطاع العمومي وفي المناطق والقرى النائية".