باتت أغلب السدود المتواجدة بجهة طنجةالحسيمةتطوان مهددة ب"الجفاف"، حيث وصلت إلى أندى مستوياتها بسبب شح الأمطار والاستغلال المفرط للمياه، الأمر الذي سيؤثر بشكل كبير على المنتجات الزراعية والمياه الصالحة للشرب، إذ وصلت نسبة الملء إلى 880.6 مليون متر مكعب عوض 935,4 مليون متر مكعب من سنة 2020. وأفاد تقرير للمديرية العامة للمياه، التابعة لوزارة التجهيز والماء، بأن المخزون المائي للسدود الواقعة بتراب جهة طنجة-تطوان-الحسيمة يفوق 880 مليون متر مكعب. وتابع التقرير أن المخزون المائي بسدود جهة الشمال يبلغ، الى حدود اليوم الثلاثاء، 880.6 مليون متر مكعب، أي ما يعادل 51.14 في المائة من سعة الحقينة الإجمالية لهذه السدود والتي تناهز 1721.76 مليون متر مكعب، مبرزا أن المخزون المائي خلال الفترة ذاتها من العام الماضي كان يصل إلى 1229.9 مليون متر مكعب. ورغم أن انقطاع المطر ينذر بحدوث أزمة كبيرة في مياه الشرب بجهة الشمال خصوصا في فصل الصيف القادم، وهو ما يستدعي التحرك بشكل مستعجل لتعبئة موارد بديلة، لازالت وزارة التجهيز والماء التي يرأسها نزار بركة، لم تكشف عن مخطط حقيقي لترشيد حقينة مياه السدود بالجهة، حيث تستهلك كميات كبيرة في السقي وهو ما بات يهدد مخزون المياه السطحية والجوفية معا، علاوة على ما يعتري الفلاحين ومربي الماشية الصغار من مخاوف بهذا الشأن. ويرى عدد من المتتبعين أن وزارة التجهيز والماء أصبحت عاجزة عن التحرك لوضع مخطط استعجالي ملموس على أرض الميدان لترشيد ماتبقى من حقينة السدود بجهة الشمال، بالإضافة إلى عدم الكشف عن رؤية حقيقة لاعتماد تقنيات تحلية مياه البحر، من أجل تأمين احتياجاتها المائية، خلال ال 25 سنة المقبلة، في ظل التحديات المرتبطة بالتغيرات المائية وتراجع نسبة التساقطات. يذكر أن عددا من المراكز القروية في مختلف مناطق جهة الشمال أصبحت مهددة بانقطاعات المتكرراة في الماء، خلال موسم الصيف القادم، بسبب الانخفاض في الفرشة المائية، كنتيجة لقلة التساقطات والارتفاع الكبير لدرجات الحرارة.