يطلق مجلس الجالية المغربية بالخارج وكلية العلوم القانونية والاجتماعية والاقتصادية-أكدال بالرباط سلسلة محاضرات تكوينية حول موضوع "الصحراء المغربية.. الحقيقة والتاريخ"، وذلك ابتداء من خامس نونبر الجاري على قناة "أواصر" (AwacerTv). وأوضح بلاغ مشترك أن إطلاق هذه السلسلة من المحاضرات يأتي تزامنا مع الاحتفال بالذكرى 46 للمسيرة الخضراء المظفرة، وتفعيلا للاتفاقية الموقعة بين مجلس الجالية المغربية بالخارج وكلية العلوم القانونية والاجتماعية والاقتصادية، أكدال الرباط. وأضاف أنه سيتم بث هذه المحاضرات ابتداء من خامس نونبر 2021 على قناة "أواصر" (https://www.facebook.com/AwacerTv)، المنصة الرقمية التي أطلقها مجلس الجالية المغربية بالخارج في مارس 2019، والمخصصة للهجرة ولمغاربة العالم. كما سيتم البث على مواقع وقنوات شريكة رقمية وعمومية. وأشار المصدر ذاته إلى أن المحاضرات الثلاثين تتناول، بالدرس والتحليل، تاريخ قضية الصحراء المغربية ومعطياته التنموية والاقتصادية والإنسانية، فضلا عن السياق الإقليمي والدولي وعلاقته بتقلبات الموقف الجزائري. كما تتناول المنظمات والتقارير الدولية والمعاهدات التي لها علاقة بالقضية الوطنية، وكذا مبادرة الحكم الذاتي والنموذج التنموي للأقاليم الجنوبية للمملكة. وحول مرتكزات إطلاق هذه السلسلة التكوينية، قال الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، عبد الله بوصوف، إن إطلاق التكوينات على المنصات الرقمية أملته ثلاثة محددات، مسجلا أن المحدد الأول يكمن في كون جائحة كورونا جعلت الذهاب إلى اعتماد الروافع الرقمية بديلا مؤقتا للتواصل مع مغاربة العالم الذين أبانوا عن تشبث استثنائي بوطنهم، التشبث الذي تعكسه التفاعلات الإنسانية والتحويلات المالية الاستثنائية خلال الجائحة. أما المحدد الثاني، يضيف السيد بوصوف، فيكمن في أن قضية الصحراء المغربية، تشكل لمغاربة العالم، كما لمغاربة الداخل، أولوية واهتماما استثنائيا، "وهو ما فتئت تثمنه الإشارات الملكية الراقية في كل مناسبة يتوجه فيها جلالته إلى مغاربة العالم"، مستحضرا، على سبيل المثال لا الحصر، ما جاء في خطاب ذكرى المسيرة الخضراء لسنة 2005 الذي اشاد فيه جلالة الملك "بالدور الفعال لجاليتنا المقيمة بالخارج، التي نعتبرها من مقومات المغرب الجديد. بل وفي طليعة الفعاليات، التي تساهم بكل صدق وإخلاص، في تنمية بلادنا، والدفاع عن وحدتها الترابية، وإشعاعها الخارجي، في ارتباط وثيق بهويتها المغربية الأصيلة". وفي ما يخص المحدد الثالث، لفت السيد بوصوف إلى أن المجلس وقف على الحاجة الماسة لمعرفة علمية منظمة موجهة لمغاربة العالم ومن خلالهم لكل العالم قصد التعرف على كل الأبعاد المرتبطة بقضية الوحدة الترابية للمملكة وبملابساتها وبمجهودات وطنهم في السلم والتنمية. أما بالنسبة للأهداف المتوخاة من هذه المحاضرات، فأوضح الأمين العام للمجلس أن هذا الورش العلمي المشترك مع كلية الحقوق أكدال يروم تمكين المتلقي من المرتكزات الأساسية، التي يعتبر الإلمام بها في الحد الأدنى ضروريا للترافع في قضية الوحدة الترابية للمملكة. وأضاف أن البرنامج يبتغي تحقيق أربعة أهداف؛ أولها الإلمام بتاريخ وجغرافية الأقاليم الجنوبية للمملكة، والإحاطة علما بالمعطيات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، وكذا مستوى التنمية بالأقاليم الجنوبية منذ عودتها إلى الوطن، مشيرا إلى أن الهدف الثاني يتمثل في ضبط تاريخ العلاقة بين المغرب والجزائر، والوقوف على كبرى المحطات التاريخية التي وقف فيها المغرب مع الجزائر وإبراز الحقيقة الموضوعية من كون +البوليساريو+ ليست إلا ذراعا للجزائر. أما الهدف الثالث، يوضح السيد بوصوف، فيتعلق بتناول أهم القرارات والمنظمات الدولية التي لها علاقة بالموضوع، والوقوف على المسار التاريخي الذي قطعته قضية وحدتنا الترابية، وإبراز مسار مقترحات مختلف الحلول التي كان المغرب دائما متفاعلا معها، وصولا إلى مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب، بما يمثله من واقعية وجدية قابلية للتنزيل. وخلص الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج إلى أن الهدف الرابع لهذه التكوينات يتجلى في جعل الترافع والدفاع عن الوحدة الترابية للمغرب مبنيا على أدوات التواصل وتفكيك الخطاب بشكل علمي، وأن يكون التمكن من آليات الترافع والتفاوض والإقناع سبيلا لإبلاغ وجهة نظر المغاربة القائمة على الحق والعدل والقانون.