نظم المنتدى المتوسطي للشباب بالمغرب بشراكة مع مجلس أوروبا مؤتمرا صحفيا اليوم الخميس 28 أكتوبر 2021 حضوريا بالعاصمة الرباط و عن بعد عبر منصة "زووم" . ويأتي هذا المؤتمر في إطار شراكة الجوار بين مجلس أوروبا والمغرب من أجل تقديم مخرجات الدراسة التي تم الاشتغال عليها في الفصل الثاني من سنة 2020 حول "خطاب الكراهية في المغرب". وعلى هامش هذا الحدث قال سفير النرويج بالمغرب Sjur Larsen "انا هنا لسببين؛ لأن بلدي ساهم في تمويل هذا المشروع، و لأننا نهتم كثيرا بموضوع هذا المؤتمر". وأضاف السفير "بلدنا قطع أشواطا في مسلسل بلورة قوانين ضد خطاب الكراهية المبني على اللون والعرق أو الانتماء السياسي والفكري، ونحن نأمل في فتح حوار صحي ومجدي ومفتوح في موضوع الكراهية". وتابع المتحدث "اهنئ شركائنا على هذه الدراسة التي ستساهم لا محالة في إيجاد حلول للتصدي لخطاب الكراهية". ومن جهته قال رئيس مجلس اوربا Michael Ingledow إن "هذه الدراسة تمثل خطوة مهمة لمناهضة خطاب الكراهية بين الشباب خاصة"، مشيدا بجهود الطرفين المنظمين للمؤتمر في فتح هذا النقاش حول موضوع خطاب الكراهية". وأكد رئيس مجلس أوروبا أن "خطاب الكراهية يشكل تهديدا للقيم الديمقراطية خاصة في مواقع التواصل الاجتماعي". مضيفا أن "المغرب ملتزم بشكل مستمر في مشروع مناهضة خطاب الكراهية و تحسيس الشباب بأهمية ضمان حقوق الإنسان ومناهضة التمييز والعنصرية"و أشار المتحدث نفسه إلى أن الدراسة ترجمت إلى العربية والأمازيغية لضمان التعددية اللغوية كخطوة أولى لمناهضة التمييز وأشكال التفرقة. وأظهرت الدراسة المذكورة حول خطاب الكراهية في المغرب أن خطاب الكراهية منتشر في الجامعات المغربية وسط الطلبة على الخصوص. وتشير الدراسة إلى أن من تعابير الكراهية المستعملة هناك "عزي، عروبي، الداخيل تاعرابت، كحلوش، حرطاني، كربوز، شلح، صحراوي. ومن الجامعات التي تعرف منسوبا مرتفعا لخطاب الكراهية هناك جامعة ابن زهر بأكادير، بسبب "الأعداد الكبيرة للطلبة القادمين من الصحراء والمناطق الأمازيغية"، وفي المرتبة الثانية هناك جامعة القاضي عياض بمراكش بسبب "النزاعات بين طلبة قلعة السراغنة والطلبة الصحراويين". وتشير الدراسة إلى أن الطلبة الصحراويين "يزدرون الصفات الاجتماعية للسراغنة الذين يتواجدون في الأقاليم الجنوبية" وفي جامعة الناظور يعتبر الأجنبي هو المنتمي لجهات ترابية أخرى ويوصف ب"إغربيين" أي الغريب عن المجموعة. وسجلت الدراسة أنه في الجامعات شمال المغرب هناك تمثلات حول الأساتذة القادمين من مدن أخرى ويوصفون ب"الداخلية" و "العروبية"، خاصة بالنسبة للمنتمين لمنطقة الغرب. وتستنتج الدراسة أن الجامعة أصبحت "محضنا لخطاب الكراهية"، وأن الأحياء الجامعية أصبحت فضاء لخطاب الكراهية، حيث تتفشى "النزعة القبلية والتمثلات السلبية" تجاه الآخر من خلال تعابير لغوية موروثة من الصراع القبلي. وحسب الدراسة فإن 27.4 في المائة من الطلبة يعتبرون أنفسهم ضحايا لخطاب الكراهية مقابل 72.6 في المائة لا يعتبرون أنفسهم ضحايا لهذا الخطاب، و31 في المائة يرون أن خطاب الكراهية حاضر في المؤسسات الجامعية. يشار إلى أن الدراسة أنجزها كل من عبد اللطيف كداي، سعيد بنيس، محمد طارق، إدريس الغزواني. وشملت الدراسة مختلف مناطق المغرب، وتمت خلال النصف الثاني من سنة 2020، معتمدة على بحث ميداني، شمل 582 من الشباب، طلبة، مهاجرين، وإعلاميين. وتعتبر الدراسة أن خطاب الكراهية يشكل نوعا من أنواع التنفيس عن الإحباطات المجتمعية. وتقترح الدراسة توصيات لتجاوز خطاب الكراهية والحد منه.