شكل اللقاء الذي عقدته لجنة شكيب بنموسى المكلفة بصياغة النموذج التنموي، أمس السبت، مع فعاليات المجتمع المدني ومكونات الإقتصاد الإجتماعي والتضامني وفعاليات فكرية، ونشطاء الحراك الإجتماعي، بمدينة جرادة، فرصة مهمة لتسليط الضوء على المشاكل التي تعاني منها ساكنة الاقليم جراء إغلاق مناجم الفحم. وعرف اللقاء نقاشا رفيع المستوى، حيث تم تشخيص الوضع الذي يعرفه الإقليم بشكل موضوعي وعقلاني، بعيدا عن لغة الخشب. وذكرت مصادر لموقع rue20.com، فضلت عدم الكشف عن إسمها، أن اللقاء الذي انعقد بمركز الاستقبال، وحضره كل من شكيب بنموسى، رئيس اللجنة، مصطفى التراب، كريم التازي، ادريس كسيكس، وأعضاء من اللجنة، إلى جانب نشطاء حراك جرادة والمعتقلين السابقين ومثقفي المنطقة، أبان عن الحس الوطني العالي الذي تتمتع به ساكنة الاقليم. وأشارت المصادر ذاتها، إلى ان اللقاء طغت عليه لغة الشفافية والوضوح، إذ سادت المكاشفة ووضع اليد على الداء الحقيقي لعطب التنمية بالإقليم، بعيدا عن لغة المجاملة والمحاباة، وهو ما جعل اللجنة تعبر عن إنبهارها، خاصة وأن المتدخلين أماطوا اللثام عن حجم المعاناة الحقيقية التي يعيشون على وقعها امام تدهور الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية بالمنطقة، والكشف عن وجهة نظرهم فيما يخص تنمية إقليمجرادة عبر البناء المشترك. وكشفت المصادر، عن اللقاء الذي انعقد بدون أي وساطة من السلطات الاقليمية والولائية، تم خلاله تسليط الضوء على مختلف البرامج التنموية بالاقليم منذ إغلاق المناجم، حيث تم انتقادها مع الوقوف عند إيجابياتها وسلبياتها. وعبر المتدخلون عن انتظاراتهم من تحقيق نموذج تنموي متكامل يراعي لخصوصية الاقليم ويساهم في اقرار مناصب الشغل وإمتصاص شبح البطالة الذي يخيم على المنطقة بشكل مهول، في حين أكدوا على ضرورة اعتماد مقاربة مغايرة وجذرية وبلورة المشاريع المبدعة والخلاقة على أرض الواقع تضع الإنسان والرأسمال البشري في قلب المعادلة التنموية بعيدا عن المقاربة اللحظية والمسكنة والإستعجالية والتقنية المحضة. وتجدر الاشارة، إلى أن حركة ضمير التي يترأسها، صلاح الوديع، التي ساهمت في الدفع بإنفراج سياسي خلال وبعد الحراك الإجتماعي بجرادة، و عملت على بلورة مذكرة حول مقترح نموذج تنموي مع مجموعة من نشطاء الحراك خلال الأشهر الأخيرة، ساهمت بشكل كبير في إنجاح لقاء جرادة الذي جمع نشطاء الحراك وفعاليات المجتمع المدني والنخب الفكرية والأكاديمية لإقليمجرادة مع لجنة النموذج التنموي وباقي أعضائها