أكد مشاركون في ندوة نظمت على هامش المنتدى الحضري العالمي المقام حاليا بأبوظبي على أهمية المحافظة على المدن العتيقة بالمغرب وتثمين موروثها الثقافي من أجل دعم التنمية الحضرية المستدامة لهذه الأنسجة العمرانية. وأضافوا خلال هذا اللقاء الذي نظمته وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة بشراكة مع المكتب المغاربي لمنظمة اليونسكو بالرباط، حول موضوع “المدن العتيقة: إكراهات المحافظة ورد الاعتبار وتحديات الابتكار والاستدامة”، أن التحدي المطروح حاليا يتمثل في انجاح التخطيط ورد الاعتبار للمدن العتيقة التي لازالت تتميز بالحياة والدينامية والتي تنقل عبرها قيما ذات أبعاد تاريخية وحضرية ومعمارية تجعل منها تراثا ثقافيا عالميا يساهم في تحقيق التنمية المستدامة. وفي هذا السياق، أكدت وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والاسكان وسياسة المدينة السيدة نزهة بوشارب، في مداخلة، على أهمية هذه الأنسجة الترابية الحية باعتبارها ركائز حقيقية للإنسانية نظرا لكثافتها المرتفعة و غنى موروثها العمراني وتنوعها الثقافي وإسهامها الاقتصادي. ودعت الى الحفاظ على المدن العتيقة لضمان استدامتها و ذلك بجعل التراث الثقافي والابتكار وسائل تكاملية لدعم التنمية الحضرية المستدامة لهذه الأنسجة مع الأخذ بها كمراجع مميزة للتعمير والهندسة المعمارية وفنون البناء. من جانبه، أبرز السيد حسن فاتح العامل، مدير الممتلكات بوزارة الداخلية، أن المغرب يتوفر على تجربة رائدة في الحفاظ على المدن العتيقة ترتكز على مقاربة واضحة ومتميزة تأخذ بعين الاعتبار جميع الابعاد المرتبطة بالموضوع الاقتصادية منها والمالية والاجتماعية والمؤسساتية والثقافية. وأضاف أن هذه المقاربة التي تتوخى الحفاظ على نمط العيش والموروث الثقافي العريق الذي تزخر به المملكة، تقوم على اشراك جميع المتدخلين وفق رؤية التقائية و استشرافية للمستقبل من أجل تحقيق التنمية المستدامة المنشودة بهذه الانسجة العمرانية ذات الحمولة التاريخية. ومكن هذا اللقاء التواصلي ،الذي عرف ايضا مشاركة ممثلين عن كل من منظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية ودائرة الثقافة و السياحة في أبوظبي و الفدرالية الوطنية للوكالات الحضرية الفرنسية ، من فتح مسارات للتفكير والنقاش في كيفية توظيف الثقافة والابتكار للإسهام في التنمية الحضرية المستدامة للأنسجة التراثية، التي لاتزال حية وديناميكية. تجدر الاشارة الى أن المغرب يتوفر على 30 مدينة عتيقة ومركزا تاريخيا تم تصنيف سبعة منها كتراث عالمي للإنسانية ممثلة في مدن فاس ومراكش ومكناس والصويرة وتطوان والجديدة والرباط. ويذكر أن المنتدى الحضري العالمي في دورته العاشرة ، الذي ينظم تحت شعار ” مدن الفرص : ربط الثقافة والابتكار” الى غاية 13 فبراير الجاري ،يعرف حضور 18 ألف مشارك و 400 متحدث و133 عارضا، وتنظيم 470 فعالية. ويشكل الملتقى منصة دولية لصناع القرار على مستوى الحكومات والقطاع الخاص والخبراء والأكاديميين في مجال العمارة الصديقة للبيئة، لتبادل خبراتهم بشأن إنشاء “المدن الذكية”، وفنون التطور الحضري في المستقبل، ورفع مستوى الوعي حول العمران المستدام.