شكل التعاون وتعزيز العلاقات الثنائية بين المغرب والمملكة المتحدة، محور مباحثات أجراها، أمس الجمعة بالرباط، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، مع وزير الدولة البريطاني للتجارة الدولية، كونور بورنس، الذي يقوم بزيارة للمملكة. وقال المسؤول البريطاني، في تصريح للصحافة، عقب المباحثات التي أجراها مع بوريطة، إنه “متأثر” بالتزام المغرب حيال “تطوير وتعزيز” علاقاته الثنائية مع المملكة المتحدة، مشيرا إلى أن زيارته للمغرب تعكس “العلاقات المتنامية” بين البلدين والأهمية التي توليها حكومة جلالة ملكة بريطانيا للعلاقات مع المغرب. وأبرز بورنس، الذي يزور المغرب للمرة الثانية خلال ستة أشهر، والذي التقى السيد بوريطة خلال أسبوعين فقط قبل بداية أشغال القمة الأفريقية للاستثمار التي ستنعقد في لندن، “الإمكانيات التي يتعين استغلالها” في المجال الاقتصادي، لاسيما في مجال التكنولوجيا الخضراء والطاقات المتجددة، وذلك بما يخدم “المصلحة المتبادلة لمواطني كلا البلدين”. وأعرب وزير الدولة البريطاني، الذي تطرق للفرص التي تمنحها القمة الإفريقية للاستثمار لكلا البلدين، عن أمله في أن تمكن هذه المناسبة البلدين من وضع أفكارهما في القطاعات التي ترقى إلى مستوى يمكن من “التعاون بشكل أوسع”، وذلك من خلال ترسيخ أكبر لشراكتهما الاقتصادية والسياسية. وكان المغرب والمملكة المتحدة، قد وقعا في أكتوبر الماضي بلندن، اتفاق شراكة شامل يعيد، في سياق العلاقات الثنائية، تأكيد مجموع المزايا التي اتفق عليها الجانبان بموجب اتفاقية الشراكة بين المغرب والاتحاد الأوروبي. ويدخل الاتفاق، الذي وقعه وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، وكاتب الدولة لدى وزارة الشؤون الخارجية والكومنويلث أندرو موريسون، المكلف بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والتنمية الدولية، حيز التنفيذ، بمجرد توقف سريان الاتفاقات بين الاتحاد الأوروبي والمغرب فيما يخص المملكة المتحدة بعد مغادرتها الاتحاد. الى ذلك، قال وزير الدولة البريطاني المكلف بالتجارة الدولية كونور بورنس ،أمس الجمعة بالرباط، إن المغرب شريك “إستراتيجي مهم للغاية” لقمة الاستثمار البريطانية الإفريقية المقرر عقدها في 20 يناير في لندن. وقال بورنس ،في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء عقب لقاء مع وزير الاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة ،السيد محمد بنشعبون ، إن “المغرب يمثل اقتصادا مكملا بالنسبة للمملكة المتحدة “، مضيفا أن الاجتماع كان فرصة لاستكشاف سبل تعزيز التعاون الثنائي في مجال التكنولوجيا الخضراء والطاقات المتجددة. وأشار الوزير البريطاني في هذا الصدد إلى أن زيارته الثانية للمغرب تشكل “إشارة واضحة” على الأهمية التي توليها الحكومة البريطانية للعلاقات مع المغرب ، “لا سيما في مجال التجارة والازدهار المشترك” . من جانبه ، ذكر بنشعبون بأن المغرب وقع ، في أكتوبر الماضي ، اتفاق شراكة شاملة يعيد، في سياق العلاقات الثنائية، تأكيد مجموع المزايا التي اتفق عليها المغرب وبريطانيا بموجب اتفاقية الشراكة بين المغرب والاتحاد الأوروبي. وقال إن هذه الزيارة تندرج في إطار الاستعدادات لقمة الاستثمار البريطانية الإفريقية التي ستنعقد بمشاركة المغرب. وستجمع هذه القمة ،التي سيتم تنظيمها من قبل رئيس الوزراء ، مقاولات وحكومات ومؤسسات دولية لتسليط الضوء على اتساع وجودة فرص الاستثمار في إفريقيا وتعزيزها. وأضاف الوزير أن القمة ستكون فرصة لتناول العديد من المواضيع ، ومنها “المكانة التي يحتلها المغرب في إطار التعاون جنوب-جنوب وبصفة خاصة في القارة الإفريقية”. وقال “سنرى في سياق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست) كيف يمكن للمغرب تعزيز علاقات التعاون والتجارة مع هذا البلد الكبير ( بريطانيا) والاستفادة من ذلك ، لجعل الاستثمارات الاجنبية المباشرة التي تقوم بها بريطانيا في صالح المغرب وذلك وفق رؤية موسعة التي هي رؤية إفريقيا”. وأشاد الوزيران خلال هذا اللقاء بعلاقات الصداقة والتعاون بين المغرب وبريطانيا العظمى في العديد من المجالات ،منوهين باطلاق الحوار الاستراتيجي بين المملكتين في عام 2018 والذي يشمل مختلف جوانب التعاون. وأبرم المغرب والمملكة المتحدة ، في أكتوبر الماضي في لندن ، اتفاقية شراكة شاملة تعيد ، في سياق العلاقات الثنائية ، كل المزايا التي منحها كل طرف للآخر في إطار اتفاقية الشراكة بين المغرب والاتحاد الأوروبي.