فجر حسن سليغوة المستشار الاستقلالي بمجلس المستشارين ، فضيحةً من العيار الثقيل حينما كشف وجود تزوير في محاضر المجلس الإداري لجمعية “روح فاس” التي تنظم مهرجان فاس للموسيقى الروحية. المستشار البرلماني سليغوة وهو عضو جمعية روح فاس ، رفع التحدي في وجه وزير الثقافة حسن عبيابة، إن كانت وزارته تتوصل بمحاضر اجتماعات المجلس الإداري للجمعية ، ووثائق مآل صرف الإعتمادات المخصصة للمهرجان ، متسائلاً ” أين هي الشفافية؟”. و قال سليغوة في جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس المستشارين يومه الثلاثاء ، أن المهرجان عرف تراجعاً كبيراً على جميع المستويات (التدبير و التنظيم و الندوات الفكرية) مما أثر سلبًا على إشعاعه وطنياً و دولياً ، واصفاً الدورة الأخيرة للمهرجان بالكارثية. و أضاف أن الإجتماعات يتم تزويرها بحضور والي جهة فاس ، داعياً الوزير عبيابة إلى إنقاذ المهرجان الذي يتابع رئيسه أمام القضاء. وزير الثقافة حسن عبيابة قال أن كل ما يتعلق بالإختلالات المالية في المؤسسة فهو معروض على القضاء ، مضيفاً أن وزارته ليست مسؤولة على المهرجان ، بل تقدم فقط دعماً للمؤسسة القائمة عليه وهي جمعية “روح فاس” وفق شراكة تجمع الطرفين. و أضاف عبيابة أنه سيتخذ منهجية أخرى لمنح الدعم للجمعيات الثقافية ، عبر وضع دفتر للتحملات و معرفة مآل صرف تلك الإعتمادات الممنوحة للجمعيات. يشار إلى أن ملف “روح فاس” يتابع فيه 13 مسؤولاً و على رأسهم رئيس المؤسسة عبد الرفيع الزويتن ، مثلوا في وقت سابق أمام قاضي التحقيق الذي يجري التحقيقات القضائية بخصوص ضياع حوالي ملياري سنتيم من ميزانية الجمعية. و يواجه المتهمون تهم تتعلق بجناية اختلاس و تبديد أموال عمومية، و أخذ منفعة من مشروع يتولون ادارته. المستشار الإستقلالي حسن سليغوة يعتبر من المبلغين الثلاثة عن الفضيحة ، إضافةً إلى عبد الحميد بنمخلوف المحامي بهيئة فاس و الكاتب العام المستقيل من مهامه بالجمعية، و محمد عموري أمين مال الجمعية. و بات المبلغون الثلاثة، يحملون صفة المطالبين بالحق المدني في مواجهة المتهمين، بعدما تعامل معهم المحققون في السابق خلال استجوابهم على أنهم شهود في هذه القضية. و فرضت إجراءات قضائية صارمة على أعضاء ب "روح فاس" المنظمة لمهرجان الموسيقيى العريقة و الذين منعهم قاضي التحقيق من مغادرة التراب الوطني و حجز جوازات سفرهم و منعهم من التوجه الى دول اعتاد مسؤولو المؤسسة التوجه اليها للتسويق لصورة المهرجان. ويواجه المتهمون الرئيسيون تهما ثقيلة و من بينهم الرئيس الحالي لمؤسسة روح فاس عبد الرفيع الزويتن، الذي ينسب اليه تهمة تبديد مبلغ يزيد عن 70 مليون سنتيم صرفها من مال المؤسسة، لكراء طائرة ب50 مليون سنتيم نقلته معية نجلته من فاس الى ميلانو الايطالية. فيما صرف الباقي على ضيوف المهرجان من الشخصيات العالمية والمغربية، يليه المتهم الثاني ادريس فاصح و هو مستثمر شهير في السياحة، كان مكلفا بتسويق صورة مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة، و الذي يواجه صعوبات في تبرير صرفه لمبلغ ضخم حدد في أزيد من 690 مليون سنتيم. بعده المدير العام السابق للمؤسسة، فوزي الصقلي، نسبت له تهمة تبديد مبلغ 300 مليون سنتيم، وتشغيله لابنته بدون مباراة كمهندسة بالمؤسسة حظيت براتب محترم. فيما ارتبط اسم المتهم الرابع، و هو المسؤول المالي للمؤسسة، محمد ايشوي، بواقعة اختفاء مبلغ 320 مليون سنتيم، و زميله المسؤول الاداري، عبد القادر الوزاني، في ضياع مبلغ يزيد عن 250 مليون سنتيم، بحسب ما كشفته نتائج الخبرة المحاسباتية، و التي سبق للنيابة العامة أن حصلت عليها من خبير معتمد لدى محاكم فاس، قبل أن تعتمدها في تحريك الدعوى العمومية ضد المشتبه بهم.