ما يزال الجدل بالمغرب مستمرا لدى نشطاء منصات التواصل الاجتماعي، حول رواية “رَواء مكة” للمفكر حسن أوريد، صديق دراسة الملك محمد السادس. وجاء هذا النقاش بعد مقطع فيديو للمفكر المغربي أبي زيد المقرئ الإدريسي، أشاد من خلاله ب”أوريد”، ومتحدثا عن ماضيه ب”سلبياته” وحاضره ب”إيجابياته”. واعتبر أبو زيد أن هذه الرواية من أفضل ما قرأ من بين آلاف الكتب، وأن قارئ الرواية يختلف عما قبل قراءتها، وهو ما اعتبره نشطاء “مبالغة”، في حين قال آخرون إن الأمر “حقيقة”. وساهم هذا النقاش في تداول الرواية بشكل كبير بصيغتها الإلكترونية، وتزايد الإقبال عليها في المكتبات. و”أوريد” كان ناطقا باسم القصر الملكي (لأول مرة في تاريخ الملكية)، ومؤرخا، ليخرج من المسؤولية، وعالم الفكر، ويؤلف عددا من الكتب الفكرية والروايات، وقد تابع دراسته بالمدرسة المولوية (مع الملك محمد السادس عندما كان أميرا آنذاك بالثانوية العامة). وتحكي رواية “رَواء مكة” (2017) عن “رحلة أوريد إلى أداء مناسك الحج، وكيف تحولت هذه الرحلة إلى مراجعات قلبت أفكاره ومعتقداته رأسا على عقب، حيث أعاد تصوره لمجموعة من المفاهيم، وارتبط روحيا ووجدانيا وعقليا ونفسيا بالإسلام”. بالإضافة إلى تناول الرواية جزء من حياته الشخصية خلال طفولته ومتابعة دراسته مع الأمير آنذاك (الملك محمد السادس). وحول “رَواء مكة”، قال عادل بنحمزة، برلماني سابق، إنها “عمل أدبي رفيع بلغة جيدة كعادته، ولو أنني أكاد أجزم أن أوريد لم يكتب سيرته الذاتية إلى اليوم، حيث اختار بث أجزاء منها في أعمال روائية مختلفة سابقة”. وأضاف بنحمزة في تدوينة عبر “فيسبوك” إن “ما قاله المقرئ الإدريسي في حق أوريد (بأنه كان منحرفا فكريا وسلوكيا) تبقى انطباعات شخصية، قد تتفق معها جملة وتفصيلا وقد تختلف معها في بعض التفاصيل”. وفي تدوينة عبر “فيسبوك”، قال الناشط، الفيلالي أسامة: “رَواء مكة.. كتاب رائع و فصيح.. يشدك إليه، لا تجعلك تخجل من نفسك ومن غفواتك، كتاب تجد فيه نفسك في سبيل درب العبادة”. –