أكد الوزير المكلف باصلاح الادارة، والوظيفة العمومية، محمد بنعبد القادر،أمس الخميس بباريس ، ان القطاع الرقمي، وتكنولوجيا الاعلام والاتصال ، يتيحان فرصا كبيرة لتسريع التقدم على مستوى تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتحسين حياة الافراد بشكل جذري. وأضاف الوزير الذي كان يتحدث خلال افتتاح الدورة السابعة لندوة التحول الرقمي بافريقيا ،أن تحديث القطاعات العامة رهين بتطوير تكنولوجيا الاعلام والاتصال ، مذكرا في هذا الصدد بالتوجيهات الملكية السامية للحكومة، التي تحثها على تقاسم المعلومات من طرف الادارات، واستخدام تكنولوجيا الاعلام من اجل تبسيط الخدمات العمومية، وتقريب الادارة من المواطن. وأعلن بنعبد القادر في هذا الصدد ان الحكومة تعد مشروع قانون حول الادارة الرقمية، والذي سيشكل الاطار التشريعي والمرجعي للانتقال الرقمي للادارة العمومية المغربية. وأضاف انه من اجل بلوغ ادارة فعالة في خدمة المواطن والتنمية، فان هذا الاصلاح سيقوم على اربع تحولات أساسية: تنظيمية، تدبيرية، اخلاقية، ورقمية، مؤكدا ان هذا الاصلاح يكرس مبادىء الحكامة الجيدة، والديموقراطية التشاركية، والشفافية، والنزاهة، بما يفتح سبلا جديدا لفرض احترام قواعد دولة القانون، وضمان الحق في المعلومة كما نص الدستور على ذلك. وفي ما يتعلق بتسريع التحول الرقمي، الذي يظل رهينا بتعاون الفاعلين العموميين والخواص، شدد الوزير على ضرورة تعزيز الاطار القانوني، وتنفيذ المبادىء الرقمية ، وضمان استمرارية حكامة جيدة وتطوير قدرات الموارد البشرية. واكد في هذا الصدد على اهمية مبادرة الحكومة المفتوحة التي اصبح المغرب أحد اعضائها ال76 في يوليوز الماضي، مشيرا الى ان هذا المسلسل المهيكل لا يمكن الا ان يعزز “مكتسباتنا على مستوى الشفافية، والمساواة والنزاهة والديموقراطية التشاركية. وتطرق الوزير الى الثورة التكنولوجية الناجمة عن تطور الذكاء الاصطناعي، الذي يمكن ان يشكل فرصة حقيقية لتنمية القارة الافريقية. وقال ان هناك بالمغرب ثماني قطاعات بمقدورها ان تحسن بشكل ملموس أداءها باللجوء الى الذكاء الاصطناعي، وهي قطاع الابناك، والتأمينات، والاتصالات، وصناعة السيارات، والفلاحة، فضلا عن الطاقة، والمقاولة الذاتية والحكومة الالكترونية. وتدخلت خلال الجلسة الافتتاحية للقاء عدة شخصيات ضمنها وزراء الاقتصاد الرقمي المالي، ارونا موبيدو توري، والبريد والمواصلات والاقتصاد الرقمي الكونغولي، ليون جوست ايبومبو، فضلا عن رئيس لجنة تنظيم ندوة التحول الرقمي بافريقيا، من اجل التأكيد على اهمية للتاكيدمثل هذا التبادل بين البلدان الافريقية والاروبية بهدف التوفر على الاليات، والوسائل الكفيلة برفع التحديات على صعيد التحول الرقمي بافريقيا. واضافوا ان ندوة التحول الرقمي اصبحت رافعة من اجل فهم افضل للواقع والخصوصيات الافريقية في المجال الرقمي، مشددين على استعجالية اقامة تعاون مدعوم بين البلدان الافريقية والاروبية ايضا. وقال رئيس اللجنة المنظمة لندوة التحول الرقمي ، محمدوا ديالو في تصريح لوكالة المغرب العربي للانباء ان اللقاء يهدف الى توفير ارضيات للتبادل من جهة بين المقننين للاتصالات، ومختلف الادارات المكلفة بالقطاع الرقمي بالبلدان الافريقية والاروبية، من جهة ثانية، من اجل تبادل المعارف والخبرات في ميدان الحكومة الالكترونية. ويشارك في هذه الدورة التي تقام مدى يومين تحت شعار” رهانات المعلومات وتأثير الذكاء الاصطناعي على اهداف التنمية المستدامة” صناع القرار الرئيسيين في المجال الرقمي بافريقيا من اجل بحث رهانات البناء الرقمي. ويهدف اللقاء اساسا الى وضع حصيلة للوضع الرقمي بافريقيا، وتعزيز التعاون الدولي في الميدان الرقمي، وتبادل افضل للممارسات بين مهنيين من مستوى رفيع. وتجري أشغال الدورة على شكل ورشات تتناول اساسا الحكامة الالكترونية، وآليات التمويل، والتعليم والتكوين والصحة والفلاحة. وتتيح الندوة التي تشكل ارضية رفيعة للقاءات بين الافارقة والاروبيين والاسيويين والامريكيين منذ 2011 ،فرصة للمشاركين من أجل تبادل افضل الممارسات، وتحديد شركاء جدد وفرصا جديدة للاعمال بالمنطقة.