دعا مولاي حفيظ العلمي وزير الصناعة والاستثمار والتجارة والاقتصاد الرقمي، اليوم الخميس بالرباط، إلى الاطلاع والاستفادة من آخر الابتكارات التي يوفرها عالم التكنولوجيا من أجل تحقيق التحول المنشود في المجال الرقمي. وأوضح العلمي، في كلمة بمناسبة افتتاح الدورة الثالثة للمنتدى الدولي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات التي تنظمها على مدى يومين فدرالية مهنيي تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والخدمات المرحلة برعاية الملك محمد السادس ، أن الصناعة في المستقبل ستتأثر إلى حد كبير بهذه التكنولوجيات، وخاصة في ما يتعلق بقطاعي الصحة والفلاحة، ولهذا “من المهم جدا الاطلاع على آخر المبتكرات في عالم التكنولوجيا ومواكبة التغيير الذي يمكن أن تحدثه”. وأضاف أن هذه التظاهرة المهمة المنظمة بشراكة مع وزارته ومع الوكالة المغربية للاستثمار وتنمية الصادرات تحت شعار “رهان الرقمنة لإفريقيا المستقبل؟” (أفريكا آيتيكس 2018)، تعد الثالثة من نوعها وتعرف مشاركة المهنيين في الميدان التكنولوجي على صعيد القارة الإفريقية، مبرزا الأهمية الحيوية لقطاع التكنولوجيا في تمكين القارة الإفريقية بوجه عام والمغرب على وجه الخصوص من تحقيق قفزة نوعية مهمة في هذا المجال . وذكر الوزير بهذه المناسبة، بأن ” المغرب يجعل من المجال الرقمي رافعة تنموية حقيقية، حيث تعد استراتيجية المغرب الرقمي 2020 فرصة سانحة لتأمين إقلاع رقمي ناجح”، معتبرا أنها “إيذان بدينامية تحول جديدة لقطاع الاقتصاد الرقمي ولمختلف فاع ليه”. واعتبر أن هذه التظاهرة الكبرى “تدعم تطلع الاستراتيجية الوطنية إلى تسريع التحول الرقمي للمملكة وتعزيز مكانتها على المستوى الإقليمي والدولي في مهن تكنولوجيا المعلومات”. من جهته، قال الوزير المنتدب المكلف بإصلاح الإدارة والوظيفة العمومية محمد بنعبد القادر، إن هذا المعرض يشكل مناسبة للاطلاع على التجارب الدولية والممارسات الناجحة في المجال الرقمي من أجل إدماج التكنولوجيا في الخدمات الإدارية. كما يعد فرصة لتقاسم التجربة المغربية في هذا المجال والتعريف بالمشاريع العديدة الهادفة إلى إنجاح التحول الرقمي بالإدارة المغربية ، وذلك بغرض إنضاج العديد من الخدمات الإدارية وتبسيطها ورقمنتها حتى تصبح أكثر فعالية . وأكد بنعبد القادر، في هذا الإطار، أن الخدمة الرقمية تحقق الفعالية والنجاعة الإدارية، فضلا عن الشفافية والنزاهة ، مبرزا أن بعض الإدارات المغربية قطعت أشواطا ولها مواقع طلائعية في مجال التحول الرقمي ، لكن البعض الآخر لايزال يعتمد “الثقافة الورقية” . وبعد أن ذكر بأن المغرب انخرط بقيادة الملك محمد السادس في مسلسل إدماج تكنولوجيا الاتصال في منظومة حكامة التدبير العمومي، خلص الوزير إلى التأكيد على الأهمية التي يكتسيها رفع التحدي في مجال تحول الثقافة الإدارية بالمغرب، وذلك بالنظر إلى الإمكانات التي تتيحها تكنولوجيا المعلومات. بدورها، أبرزت رئيسة فدرالية مهنيي تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والخدمات المرحلة السيدة سلوى كركري بلقزيز، أن الدورة الثالثة لهذا المعرض تسعى إلى أن تكون ملتقى للمقاولات والإدارات التي ستنكب على تدارس الرقمنة والحكومة الالكترونية، وذلك بهدف تحقيق إدارة فعالة وشفافة في خدمة المواطن باستخدام تكنولوجيا الاتصال. كما أشارت إلى أن هذه التظاهرة تتوخى النهوض بالمقاولات الناشئة وتشجيع الأفكار الجديدة والخلاقة من أجل توفير حلول بالنسبة للإدارات المغربية وأيضا الاستفادة من تجارب بلدان رائدة في هذا المجال، مشيرة في هذا الصدد إلى أن رواندا والبنين، ضيفي شرف هذه الدورة، يتميزان بأدائهما على مستوى التحول الرقمي والاجتماعي. ويشكل هذا المنتدى الدولي، حسب المنظمين، فرصة لتقديم مساهمات بلدان مختلفة، وتقديم تجارب ناجحة، وأيضا مناسبة لتسليط الضوء على النمو في إفريقيا القادرة على أن تصبح قاطرة تفرض مكانها في الاقتصاد الصاعد عالميا. ويشتمل برنامج الدورة، على الخصوص، على ندوات وعروض عامة، وقرية الابتكار، ومعرض تكنولوجيا إفريقيا، ولقاءات أعمال (بي تو بي)، ولقاءات موازية (سايد إيفانتس)، وشارع الفن الرقمي، كما سيكون هذا المنتدى الدولي فرصة لتقديم أحدث الابتكارات وتعزيز الحلول والمنتجات والخدمات ضمن فعاليات قرية الابتكار، وذلك بهدف جعل المنتدى واجهة للقارة الإفريقية في مجال تكنولوجيا المعلومات، وتعزيز التبادل جنوب- جنوب/ شمال – جنوب، وتقديم مشاريع مبتكرة ومهيكلة من بلدان العالم ومن إفريقيا. ويعرف المنتدى مشاركة ثمانية عشر بلدا (من ضمنها 12 من إفريقيا)، تشمل كلا من تونس، ومصر، والسنغال، وكوت ديفوار، والكامرون، والكونغو برازافيل، ونيجيريا، وبوركينا فاسو، والولايات المتحدةالأمريكية، وفرنسا، واليابان، وجزر موريس، وكندا ، وجبل طارق، والإمارات العربية المتحدة. يذكر أن فدرالية مهنيي تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والخدمات المرحلة اعتمدت مقاربة جديدة من خلال تجميع الفاعلين في مجال تكنولوجيا المعلومات في فضاء القرية الابتكارية من مديري نظم المعلومات وأرباب العمل والجامعات والخبراء في مجال التعليم والتوظيف، من أجل تبادل التجارب الناجحة وانتقاء حلول استباقية قادرة على الاستجابة للحاجيات الحالية والمستقبلية.