سمحت بلدية روتردام الهولندية التي يترأسها المغربي الأصل “أحمد بوطالب” لأنصار حركة “وطنيون أوروبيون ضد أسلمة الغرب” التي تعرف اختصاراً بحركة “بيغيدا”، بإقامة حفلات شواء للحم الخنزير في محيط المسجد الكبير بالمدينة في شهر رمضان، على عكس بلديات أخرى، في خطوة اعتبرت استفزازية. وتسبب ذلك في تصاعد الجدل وإثارة موجة دهشة واسعة في هولندا، خاصة أن رئيس بلدية روتردام التي فيها نسبة كبيرة من الأتراك والمغاربة هو أحمد أبو طالب ذو الأصول المغربية، وفقاً لما نشرته صحيفة ليزيكو الفرنسية في عددها الصادر اليوم الجمعة. في المقابل، وفي قرارات بدت أقل إثارة للدهشة، منع رؤساء البلديات في مدن هولندية أخرى (أوتريخت، لاهاي، أرنهيم، غودا) أنصار حركة بيغيدا من تنظيم مثل هذه التجمعات؛ خوفاً من الإخلال بالنظام العام. وعلى العكس من ذلك لا ترى بلدية روتردام أي سلبيات لحفلات الشواء هذه على حركة المرور أو الصحة العامة أو النظام العام وسمح لهؤلاء بالتجمع حول “بارباكيو لحم الخنزير” في الهواء الطلق مساء أمس الخميس بالقرب من جامع “لالالي”، في حين نشر عدد من عناصر الشرطة لمنع أي احتكاك متوقع. من جهتهم، تجمع مسلمو المدينة في حركة احتجاجية بشكل كبير نحو المسجد واضعين الزهور، في محاولة منهم “لمنع الكراهية”. وأشعلت هذه المسألة فتيل أزمة دبلوماسية جديدة بين هولندا وتركيا، حيث استنكر وزير الشؤون الأوروبية التركي القرار “غير الأخلاقي” لعمدة روتردام، معرباً عن استيائه من حركة بيغيدا “الفاشية”.