كشفت مصادر إعلامية هولندية ، أن حركة “بيغيدا” المتطرفة ، عمدت إلى القيام بعمل يصنف ضمن أعمال الكراهية ضد المسلمين، عندما عقدت خلال رمضان الحالي ، حفلة شواء للحوم الخنازير أمام أحد مساجد مدينة “روتردام” الهولندية، بل وبالتزامن مع وقت الإفطار، مستفيدة من ترخيص منحها إياه عمدة المدينة (المغربي الأصل) أحمد أبو طالب. وقد نفذت “بيغيدا” بالفعل خطوتها محاولة استفزاز مشاعر المسلمين في عموم هولندا، وفي مدينة “روتردام” تحديدا، لكن مساعي الحركة المتطرفة يبدو أنها باءت بالفشل، حيث واجه المسلمون الأمر بوضع طاقات للزهور في محيط المسجد، ما مثل ردا صاعقا على “بيغيدا” التي ترقبت أمرا مغايرا يعطي أفكارها مزيدا من الشرعية والقبول في الشارع الهولندي. ولكن اللافت في الأمر، والمثير للاستهجان، ليست خطوة “بيغيدا” المعروفة بشدة تطرفها وكرهها للمسلمين، بل في موقف عمدة “روتردام”، أبو طالب، الذي انفرد من بين عدة بلديات هولندية بإعطاء الترخيص لحفل شواء الخنازير. وبحسب نفس المصادر ، فإن “أبو طالب” المغربي الأصل، هو الوحيد الذي سمح بهذه الخطوة من “بيغيدا”، فيما رفضتها مدن أخرى يتولى شؤونها أشخاص هولنديو الأصل (غير مجنسين)، هي: أوتريخت، لومبوك، خودا، أرنهم. وقد رفض عُمد هذه المدن الترخيص لشواء الخنازير أمام المساجد، مستندين إلى أن هذا الفعل من شأنه الإخلال بالأمن العام، كما من شأنه إحداث استفزاز واضطراب لا يمكن للشرطة ضبطه، وقد أيدت قرار المنع محكمة “أوتريخت”، وهو ما دفع “بيغيدا” للقول بأن منعها من شواء الخنازير أمام المساجد يثبت أن “المسلمين هم المسيطرون في هولندا”. من جهتها، سارعت تركيا لشجب خطوة السماح بشواء الخنازير أمام مسجد “لاليلي” في مدينة “روتردام”، مبدية استهجانها من موافقة العمدة “أبو طالب” عليها. وجاء رد الفعل التركي على لسان وزير شؤون الإتحاد الأوروبي وكبير المفاوضين في ملف الانضمام للاتحاد، عمر جليك، الذي أدان الأمر ووصفه بأنه سلوك بشع، وخطأ جسيم يسجل ضد “أبو طالب”. وأضاف “جليك”: إنه عمل لا أخلاقي غير مسبوق في تاريخ جرائم الكراهية”، منوها بأن لجوء المسلمين إلى وضع الأزهار في محيط المسجد في نفس ساعة حفلة الخنازير هو بمثابة تلقين درس في الإنسانية.