إعتمدت مافيات تهريب البشر، خطة جديدة لتهريب المهاجرين الأفارقة المنحدرين من دول جنوب الصحراء إلى مدينة مليلية المغربية المحتلة، حيث تعمل على نقل المهاجرين على متن زوارق سريعة، وبمجرد الوصول إلى سواحل مليلية السليبة يتم الإلقاء بهم في المياه الاسبانية. وذكرت وسائل إعلام اسبانية، أن عناصر الحرس المدني الإسباني، أنقذت، أمس الجمعة، 11 مهاجرا سريا، القي بهم من طرف عناصر مافيا لتهريب البشر في السواحل الاسبانية. وأشارت إلى عملية الإنقاذ، تمت بعد رصد عناصر الحرس المدني المداومة، قاربا سريعا يقترب من سواحل الثغر المحتل، كانت عناصره، ترمي بالمهاجرين السريين في عرض البحر. وقالت، انه تم نقل المهاجرين إلى ميناء مليلية السليبة، وقدمت لهم الإسعافات الأولية من طرف طاقم طبي تابع للصليب الأحمر الإسباني، وبعدها جرى نقلهم إلى مركز إيواء المهاجرين. وكانت مدينة مليلية المحتلة، قد شهدت الأسبوع الماضي، عملية مماثلة، حيث أقدمت عناصر مافيا تهريب البشر على رمي ما يقارب أل 22 مهاجرا سريا في عرض البحر، قبل أن يتم إنقاذهم من طرف السلطات الإسبانية. ويأتي اعتماد هذه الخطوة، في وقت تراجع فيه المهاجرون الأفارقة عن اقتحام السياج الحدودي لمليلية، بفعل الحصار الأمني الذي تضربه السلطات الأمنية المغربية والاسبانية على طول السياج الذي يمتد على مساحة 12 كليومترا، وتعلوه أسلاك شائكة وحادة بعلو 8 أمتار. وللحد من عمليات الهجرة غير الشرعية، أقدمت السلطات المغربية، أمس الجمعة، على مداهمة غابة يتواجد بها مخيم للمهاجرين الأفارقة في منطقة “كاريير” الخاضعة للنفوذ الترابي لجماعة سلوان، ضواحي الناظور، حيث تم توقيف عدد من المهاجرين ونقلهم إلى مقر الإدارة الجهوية للدرك الملكي بالناظور، في إنتظار ترحليهم على متن حافلات إلى مدن تبعد عن المناطق الحدودية. وفي هذا الإطار، قال شكيب سبايبي، عضو جمعية ثسغناس للثقافة والتنمية المهتمة بملف المهاجرين الأفارقة، في تصريحه لموقع rue20.Com، أن المهاجرين الذين تم إفراغهم من الغابة يتوفرون على بطائق الإقامة، مبينا، أن من بينهم أطفال رضع ونساء، وأن إفراغهم من الغابة يفقدهم الثقة في الإدماج داخل المجتمع المغربي، أمام عدم احترام حقوق المهاجرين. وأوضح شكيب سبايبي، أن الجمعية لم تحصل على معطيات بخصوص تعرض المهاجرين الأفارقة إلى الضرب من طرف السلطات، مبرزا انه لم يتم نقل أي مهاجر إلى المستشفى الحسني بالناظور لتلقي العلاج. وكانت عناصر الدرك الملكي بقرية أركمان التابعة لسرية زايو، ضواحي الناظور، قد أوقفت مؤخرا، 20 مهاجرا إفريقيا في منطقة "البركانين"، وحجزت لديهم زورق مطاطي، أثناء محاولتهم الهجرة جماعة إلى الديار الأوروبية. ولم تمضي سوى أيام على عملية توقيف المهاجرين، حتى أوقفت مصالح الدرك الملكي عنصرين تابعين للقوات المساعدة، يشتبه تورطهما في عمليات الهجرة السرية، وتسهيل المأمورية أمام المهاجرين للعبور إلى الجزيرة شبه الايبرية. ولم يتسنى أخذ تصريح من مسؤول أمني لمعرفة الجهة التي كان يتعامل معها أفراد القوات المساعدة، لتسهيل عمليات العبور أمام عدد المهاجرين الأفارقة الراغبين في ملامسة الحلم الأوروبي، وتحقيق حلم الهجرة إلى “القارة العجوز”.