في تفاصيل مثيرة، كشف رشيد الطالبي العلمي، وزير الشباب والرياضة، بالبرلمان عن توغل كبير للفساد بوزارته التي تسلم مفاتيحها قبل أشهر. فأمام أعضاء لجنة القطاعات الاجتماعية بمجلس النواب، كشف أمس الثلاثاء، عن فضائح في غاية الخطورة، ارتكبت في عهد بعض الوزراء السابقين الذين تكلفوا بتدبير شؤون القطاع. وكشفت الصباح، أنه وقبل قيام الطالبي العلمي بنشر “فضائح” وزارة الشباب والرياضة في العهد السابق، منعت القيادية الاستقلالية سعيدة أوعلي، رئيسة لجنة القطاعات الإنتاجية بمجلس النواب، الصحافيين من حضور ومتابعة أشغال اللجنة، وحولتها إلى جلسة سرية. ورغم طابع “السرية” التي حاولت الرئيسية إضفاءها على الاجتماع الذي كان يناقش مشروع الميزانية الفرعية للوزارة للسنة المالية 2018، فإن الفضائح التي فجرها رشيد الطالبي العلمي، عرفت طريقها لوسائل الاعلام. وتفاجأ الوزير التجمعي، بخروقات كبيرة، عقب عودته من القاهرة بعد نهاية مهمة رسمية حرمته من حضور نهائي كأس عصبة الأبطال، الذي توجه فيها الوداد بطلا، فجر فضائح فساد، ارتكبها بعض مديري وزارته في الجهات والأقاليم، أبرزها أنهم كانوا يكترون بنايات في ملكية الوزارة لإحدى الشركات الفاعلة في قطاع الاتصالات من أجل تثبيت “الريزو”، غير أن العائدات المالية للسومة الكرائية، بدل أن تحول إلى مالية الوزارة، كانت تعرف طريقها إلى جيوب هؤلاء المسؤولين الذين ينتظر أن يحول الوزير التجمعي ملفاتهم إلى القضاء، تفعيلا لشعار ربط المسؤولية بالمحاسبة. ويضيف المصدر، أن رشيد الطالبي العلمي تحدث عن ملفات فساد أخرى همت ملف المخيمات، يحتفظ بها في مكتبه، وقال لأعضاء اللجنة إنه سيعلن عنها في الوقت المناسب، ولن يتستر عليها، وسيتقاسم معهم جميع الحقائق الخاصة بالفساد والاختلالات وغياب الحكامة الجيدة والشفافية في القطاع بأكمله، عكس ما كان يفعله بعض الوزراء السابقين الذين مروا من قطاع الشباب والرياضة. وليس الوزير وحده من فجر ملفات الفساد، بل حتى نواب من مختلف الفرق النيابية، ضمنهم من تلقى تقارير من جهات لم تعد تستفيد من ريع الوزارة، أثاروا العديد من الخروقات والتجاوزات التي كانت ترتكب داخل الوزارة، ومازالت تجد لها امتدادات داخل بعض المديريات المركزية.