كشفت مصادر دبلوماسية من الأممالمتحدة أن الموقف المغربي حظي بدعم أمريكي صريح، بعد مسودة القرار التي كانت إيجابية للرباط، إلى جانب الدعم الفرنسي التقليدي، بعدما تشبثت الولاياتالمتحدةالأمريكية بمسودة القرار التي تدعو الجبهة الى الانسحاب الفوري وبدون شروط، فيما شنت البوليساريو هجوما عنيفا على الأمانة العامة للأمم المتحدة، متهمة إياها بالانحياز. وكان تأجيل التصويت على القرار لرغبة بعض الأعضاء إعطاء بعض الوقت للجبهة لسحب مقاتليها من المنطقة في الساعات القليلة من يوم الخميس إلى يوم الجمعة، بالآضافة إلى اعتراضهم على بعض كمضامين القرار، فيما وصفته روسيا بغير المتوازن، حسب يومية “المساء”. وحسب مصادر مقربة من دوائر القرار بالهيئة الدولية، فقد أعادت مسودة القرار المقترح الحكم الذاتي الى الواجهة من جديد بعد إشارتها إلى ضرورة الأخد بعين الاعتبار المقترحات المطروحة منذ سنة 2007. من جهة أخرى قال سفير المغرب الدائم لدى الأممالمتحدة، عمر هلال، إنه “لا ينبغي أن نحجب الشمس بالغربال” في قضية الصحراء المغربية، مؤكدا أن الجزائر تمثل طرفا رئيسيا في الملف، مسجلا أنها “ضغطت على أعضاء مجلس الأمن من خلال مبعوثها الذي فاوض الوفد الأميركي بغرض سحب اسمها من مشروع التقرير الذي كان واضحا في نسخته الأولى وطالب السلطات الجزائرية بأن تنخرط في إيجاد حل للملف، قبل أن يتم تعديل ذلك بالحديث عن الجيران”. وشدد هلال في مؤتمر صحافي عقده عشية أمس الجمعة ، بمقر مجلس الأمن في نيويورك ،على أن الجزائر “لا يمكنها أن تدعي بأنها غير معنية بالملف”، مؤكدا أن الأمر الوحيد الذي نطلبه من الجزائر هو “بدل أن تلعب دورها في الخفاء ندعوها إلى طاولة المفاوضات”، وذلك في تأكيد جديد من الدبلوماسي المغربي على أن الجزائر ما زالت تلعب دورا رئيسيا في تعطيل التوصل إلى حل نهائي لنزاع “الصحراء المفتعل”، وهو ما ترفضه الجزائر. وكشف السفير المغربي أن الأممالمتحدة أبلغت الوفد المغربي أن جبهة البوليساريو سحبت عناصرها من منطقة “الكركارات ” العازلة ولم تبقى سوى شاحنة واحدة، مجددا تأكيده على موقف المغرب من أنه “لن يكون هناك أي نقاش مع الأممالمتحدة مادام هناك أي عنصر من عناصر جبهة البوليساريو في الكركارات أو ناقلات مدنية أو عسكرية”، وهو ما يعني أن قرار مجلس الأمن الداعي للانسحاب الفوري لعناصر جبهة البوليساريو من “الكركارات ” يمثل استجابة لشروط المغرب من أجل فتح النقاش حول الملف.