اجتمع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض أمس الجمعة للمرة الأولى منذ تولى الاثنان منصبيهما في وقت سابق هذا العام ووسط مسعى أمريكي لخفض التمويل للمنظمة الدولية ووكالاتها. وقال المتحدث باسم الأممالمتحدة ستيفان دوجاريك إن جوتيريش اجتمع مع إتش.آر مكماستر مستشار الأمن القومي الأمريكي ثم “أتيح له فرصة للاجتماع مع الرئيس ترامب.” وأبلغ دوجاريك الصحفيين في مقر الأممالمتحدة “اتفق الأمين العام والرئيس على الاجتماع مجددا في المستقبل القريب.” وقال “أثناء اجتماعاته في البيت الأبيض شعر الأمين العام بأنه أجرى مناقشة مثيرة للاهتمام وبناءة بشأن التعاون بين الولاياتالمتحدةوالأممالمتحدة.” واقترح ترامب خفضا قدره 28 بالمئة في ميزانية وزارة الخارجية الأمريكية والمعونات الخارجية يتضمن خفضا غير محدد في الدعم المالي للأمم المتحدة ووكالاتها وأيضا فرض حد أقصى قدره 25 بالمئة للمساهمة المالية للولايات المتحدة في ميزانية عمليات حفظ السلام منها بعثة الأممالمتحدة للصحراء “المينورسو”. والولاياتالمتحدة هي أكبر ممول للأمم المتحدة إذ تدفع 22 بالمئة من الميزانية الأساسية البالغة 5.4 مليار دولار و28.5 بالمئة من ميزانية حفظ السلام البالغة 7.9 مليار دولار. وقال مسؤولون بالأممالمتحدة إن الولاياتالمتحدة مدينة حاليا للمنظمة الدولية بمبلغ قدره 896 مليون دولار لميزانيتها الأساسية. وتجرى واشنطن أيضا مراجعة لعمليات حفظ السلام مع حلول مواعيد تجديدها في مسعى لخفض التكاليف. يذكر أن مركز “HeritageFoundation” الأمريكي المعروف بقدرته على التأثير في القرار الأمريكي، اعتبر في تقرير له صدر مؤخراً أن كلفة البعثات الأممية جد باهظة. وبحسب الأرقام التي كشف عنها المركز الأمريكي، فإن بعثة المينورسو تعد من أكثر بعثات السلام كلفة لميزانية الأممالمتحدة؛ حيث كلفت ما مجموعه 10 مليارات درهم و255 مليون درهم، وذلك منذ تكليفها من طرف مجلس الأمن بمهمة حفظ السلام في الصحراء المغربية، لتحتل بذلك المرتبة 20 ضمن قائمة أغلى بعثات السلام في العالم التي تتصدرها بعثة إلى السودان بكلفة 200 مليار درهم. و يصل عدد الأشخاص العاملين في بعثات السلام ل 122 ألف شخص، من بينهم 103 آلاف يشكلون البعثة العسكرية و16 ألفا يشكلون البعثة المدنية عبر العالم، بالإضافة إلى 16 مبعوثا أمميا للسلام في العالم. وقدمت المؤسسة الأمريكية رقما ضخما حول كلفة بعثات السلام منذ أزيد من 70 سنة، وصل إلى 1008 مليارات درهم وتبقى الولاياتالمتحدةالأمريكية هي الدولة الأولى في العالم من حيث تقديمها للمساعدات المالية لهذه البعثات، بل إنها لوحدها تتكفل بتمويل ثلث نفقات بعثات السلام، وهو ما دفع بالمركز إلى دعوة الإدارة الأمريكية إلى إعادة النظر في طريقة اشتغال هذه البعثات، لاسيما بعد توالي الفضائح الجنسية التي تورط فيها عدد من عناصرها، خاصة في القارة الإفريقية.