قررت الأممالمتحدة تقليص بنصف مليار دولار الميزانية السنوية المخصصة لعمليات حفظ السلام والتي تقدر بنحو ثمانية مليارات دولار وذلك تحت ضغط الولاياتالمتحدةالأمريكية. وسعى المغرب دائما إلى أن يكون حاضرا في مختلف مناطق العالم للمساعدة على إحلال السلام العالمي تحت راية الأممالمتحدة مع تفادي المشاركة في النزاعات ذات الطابع العسكري حفاظا على علاقاته المتميزة مع كل أطراف النزاع، وتماشيا مع دعوته إلى تغليب منطق الحوار والحل السلمي على خيار اللجوء إلى استعمال القوة الذي ظل المغرب دائما يرفض استعماله. وأوضح بيان صادر عن بعثة الولاياتالمتحدةبالأممالمتحدة مساء يوم أمس الأربعاء أنه في أعقاب الإجراءات التي اتخذتها الولاياتالمتحدة قررت لجنة الميزانيات بالأممالمتحدة "تقليص" ميزانيتها السنوية المخصصة لعمليات حفظ السلام بأكثر من نصف مليار دولار. وأكد المصدر ذاته أن هذا التخفيض سيدفع الأممالمتحدة إلى العمل بشكل أكثر ذكاء وفعالية في تنفيذ مهمتها". ونقل البيان عن السفيرة الأمريكية لدى الاممالمتحدة نيكي هالي قولها .. "لدينا التزام تجاه الأمريكيين باستخدام معقلن لأموال دافعي الضرائب" مبرزة أنه "بعد أقل من خمسة أشهر بالأممالمتحدة تمكنا من تقليص بنصف مليار دولار ميزانية عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. وهذه البداية فقط". وسجلت هالي أن هذا الاتفاق سيساعد أيضا على الحفاظ على وظائف وليات الأممالمتحدة الأساسية لحماية المدنيين في النزاعات وكذا على العديد من مناصب مراقبة حقوق الإنسان. ويأتي هذا الإعلان في الوقت الذي يتواجد فيه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في واشنطن حيث أجرى مباحثات مع أعضاء الكونغرس بلجنة العلاقات الخارجية ولجنة الاعتمادات المالية لمناقشة تقليص مساهمة الولاياتالمتحدة في ميزانية الأممالمتحدة. وكان غوتيريس قد أكد في مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي أن تراجع مساهمة الولاياتالمتحدة أكبر مانح للأمم المتحدة قد يتسبب في خلق "مشاكل مستعصية" ووفقا لمشروع ميزانية إدارة ترامب فإن واشنطن ستقلص بأكثر من الربع مساهمتها في ميزانية التسيير وعمليات حفظ السلام في الاممالمتحدة. وتساهم الولاياتالمتحدة بنحو 22 في المئة في ميزانية تسيير المنظمة والتي تقدر ب5.4 مليار دولار وب28 في المئة في ميزانية عمليات حفظ السلام التي تصل إلى 7.9 مليار دولار. وكانت الولاياتالمتحدة خلال سنة 2016 أيضا أكبر مساهم في برنامج الأممالمتحدة للتنمية بنحو 83 مليون دولار واليونيسيف ب132 مليون دولار ورابع أكبر مساهم في صندوق الأممالمتحدة للسكان ب75 مليون دولار. والقرار الأمريكي، يمس المغرب، حيث أن تاريخ المساهمات المغربية في عمليات حفظ السلام والمساعدة على إعمار المناطق المتضررة من الحروب يوضح بجلاء هذا النزوع نحو السلم، فرغم حضور القوات المغربية ضمن العديد من بعثات حفظ السلام الأممية في بعض بؤرالتوتر الإفريقية فإن الأهداف التي تحكمت في هذه المشاركة كانت إنسانية محضة.