في الوقت الذي مازال فيه سوء الفهم بين المغرب والأممالمتحدة مستمرا وغباره لم ينقشع بعد، خصوصا في ما يتعلق بمهام بعثة المينورسو في الصحراء، بدأت تتعالى العديد من الأصوات المؤثرة في الولاياتالمتحدةالأمريكية من أجل الضغط على الإدارة الأمريكية لإعادة النظر في مهام بعثات السلام عبر العالم، وتحديد مهامها بشكل أكثر دقة، وهي المطالب التي رفعها مركز "HeritageFoundation" الأمريكي المعروف بقدرته على التأثير في القرار الأمريكي، معتبرا أن كلفة هذه البعثات جد باهظة، وطالب بضرورة جعلها أكثر نجاعة. وبحسب الأرقام التي كشف عنها المركز الأمريكي، فإن بعثة المينورسو تعد من أكثر بعثات السلام كلفة لميزانية الأممالمتحدة؛ حيث كلفت ما مجموعه 10 مليارات درهم و255 مليون درهم، وذلك منذ تكليفها من طرف مجلس الأمن بمهمة حفظ السلام في الصحراء المغربية، لتحتل بذلك المرتبة 20 ضمن قائمة أغلى بعثات السلام في العالم التي تتصدرها بعثة إلى السودان بكلفة 200 مليار درهم. وبحسب الخريطة التي نشرها المركز، فإن جل بعثات السلام تتركز في القارة الإفريقية. وبحلول شهر أبريل الماضي من العام الحالي، يكون عدد الأشخاص العاملين في بعثات السلام قد وصل إلى 122 ألف شخص، من بينهم 103 آلاف يشكلون البعثة العسكرية و16 ألفا يشكلون البعثة المدنية عبر العالم، بالإضافة إلى 16 مبعوثا أمميا للسلام في العالم. ورصد المركز أن بعثات حفظ السلام قد ارتفعت بشكل جد كبير خلال السنوات 30 الماضية، لتصل كلفتها الإجمالية إلى 800 مليار درهم في السنة الواحدة. وقدمت المؤسسة الأمريكية رقما ضخما حول كلفة بعثات السلام منذ أزيد من 70 سنة، وصل إلى 1008 مليارات درهم. وتبقى الولاياتالمتحدةالأمريكية هي الدولة الأولى في العالم من حيث تقديمها للمساعدات المالية لهذه البعثات، بل إنها لوحدها تتكفل بتمويل ثلث نفقات بعثات السلام، وهو ما دفع بالمركز إلى دعوة الإدارة الأمريكية إلى إعادة النظر في طريقة اشتغال هذه البعثات، لاسيما بعد توالي الفضائح الجنسية التي تورط فيها عدد من عناصرها، خاصة في القارة الإفريقية. وتعتبر الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الأكثر تقديما للدعم المالي لبعثات السلام، بالإضافة إلى كل من ألمانيا واليابان وكندا والبرازيل وإيطاليا، بينما تبقى المملكة السعودية هي الدولة الأولى على الصعيد العربي من حيث قيمة المنح التي تقدمها لهذه البعثات، والتي تقدر بحوالي 300 ألف درهم سنويا.