رحلة رشيد الطاوسي مع المنتخب الوطني لم تبدأ بعد إقالة البلجيكي إيريك غريتس، بل سبقتها بكثير لما أسندت إليه مهمة قيادة الأشبال في نهائيات كأس إفريقيا للشباب عام 1997، وهو يتلمس بدايته الأولى مدربا واعدا. وأكثر من ذلك، أحرز الطاوسي اللقب الإفريقي، في إنجاز غير مسبوق للكرة الوطنية، قبل أن يقود المنتخب نفسه بكأس العالم بماليزيا في السنة ذاتها، ثم مدربا للأولمبيين ما بين 2000 و2002. بروز اسم الطاوسي مدربا ناجحا لم يقتصر على المنتخبات الوطنية، بقدر ما سيكسب الرهان، وهو مديرا تقنيا لجامعة كرة القدم، وأندية وطنية من أبرزها الجيش الملكي والوداد الرياضي والمغرب الفاسي والشباب الإماراتي، ثم العين الإماراتي. ولم يكن ذلك ليتحقق لولا تكوينه الأكاديمي والمهني، فهو حاصل على شهادة الدكتوراه في الفيزيولوجيا والأنشطة الرياضية، تخصص كرة القدم، ودراسة عليا معمقة في التدريب والتدبير الرياضي، جامعة ديجون الفرنسية، ودراسات متخصصة في التدريب الرياضي بشهادة خبير محاضر من ال»كاف». لم يأت تعيين الطاوسي على رأس طاقم الأسود عبثا، بل لإنجازاته مع المغرب الفاسي، المتوج معه بثلاثة ألقاب وطنية وقارية في ظرف وجيز، ما أهله دون غيره لتدريب المنتخب الوطني. الطاوسي، الذي حل ضيفا على مكتب «الصباح» بالرباط، قبل السفر إلى جوهانسبورغ، لم يترك فرصة تمر دون التأكيد على حسن قناعته واختياراته ورغبته كذلك في إهداء الكرة المغربية لقبا ثانيا، بعد الذي حققه الأسود في أديس أبابا عام 1976. يتمتع الطاوسي بقوة الإرادة والرغبة في التتويج، كما يعشق التحدي، ناهيك عن شخصيته المحببة وتواضعه، وهي ميزات تجعله محط أنظار متتبعي الأسود في نهائيات كأس إفريقيا.