كانت أمسية الخميس الأخير ممتعة على شاشة تلفزيون ميدي1 تي في ضمن برنامج "90دقيقة للإقناع" الشهري الذي تقدّمه بتفوّق الزميلة إكرام بنشريف، و استقبلت فيه الشخصية السياسية المثيرة للجدل حميد شباط الأمين العام لحزب الاستقلال. فلسفة البرنامج تقوم على طرح القضايا ذات الاهتمام والتأثير الواسع في المجتمع المغربي، من خلال طرح لآراء وأفكار معارضة تستفزّ المحاور للإقناع. شباط كان مستعدّاً للإقناع، لكن من جيء به لمشاكسته وافحامه و معارضته، جاء مادحاً متغزّلاً، ولم يأت مستعدّاً للمجادلة. "الرومانسي" رشيد الطالبي العلمي، عن حزب التجمّع الوطني للأحرار المعارض، جعلني أتساءل: "أووواه.. تا مال هادو!!". راح بالي سريعاً من السياسة إلى الرياضة، وأنا مسترخ أمام التلفاز، و تخيّلت مكان شباط "خونا" المُرتبك من دون مساءلة علي الفاسي الفهري، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، الذي يجلس على رأس المكتب الوطني للماء و الكهرباء أيضاً. و قلت في بالي: "واش الفهري يقدر يجي هنا!؟". على ما أذكر لم أشاهد أو أسمع "الرئيس" في حوار أو برنامج مباشر، لا على التلفزيون و لا على الراديو.. "والو" لا حوار و لا نقاش. كما لو أنّ الرجل يقول للإعلام لن تنالوا فرصة مساءلتي على الهواء ذات يوم. فوق رأس شباط ملفات وقضايا ثقيلة وكثيرة، وتطارده أصابع الإتّهام و أقلام النقد في كلّ مكان. لكنّ الرّجل يقبل الحوار وينفتح على الإعلام. رغم أنّي كنت أتمنّى أن أرى في مواجهته رجل سياسة حقيقياً وقادراً على إحراجه، عكس ما فعل صديقنا رشيد. لكن علي الفاسي الفهري لا يجرؤ على قول كلمة واحدة على الهواء، ويختبئ وراء جنوده الذين وضعهم في واجهة الجامعة، رغم أن "علي" ربّما يكون من بين أكثر 5شخصيات مغربية يريد الشعب المغربي متابعتها في برنامج حواري مباشر، للإجابة على السؤال المحور: "مال الكرة المغربية آسي علي؟". سؤال: هل سيقبل علي الفاسي الفهري دعوتنا اليوم للحوار؟ لا أظن. ومع ذلك، فسوف أكتب له أمامكم رسالة خاصة، سوف تصله عبر البريد الخاص، ففي الجامعة أكثر من ساعي بريد، وخارجها عشرات "كيوصلو الخبار اللّي كاينا و اللّي ما كايناش." دعوة للإقناع.. إلى السيّد المحترم علي الفاسي الفهري: يسعدني أن أتقدّم لسيادتكم بطلب المشاركة في برنامج حواري مباشر على أثير راديو شدى اف ام. و بصفتي المسؤول عن الرياضة في هاته الإذاعة المغربية الخاصة، أترك لسيادتكم الأمر في تحديد توقيت و تاريخ الحوار، على أن يكون مباشراً. و سوف أكون سعيداً باستقبالكم في برنامجي "الرياضة هذا المساء" ذات اثنين لو وافقتم على طلبي هذا. و أحيطكم علماً أنّه سيشاركنا في هذا الحوار زميلي جمال السطيفي مدير نشر جريدة المساء الرياضي، لمناقشة عدد من القضايا والملفات المتعلقة بالكرة المغربية. وفي انتظار ردّكم تقبّلوا سيدي الرئيس تحيّاتي الخالصة. برأيكم.. سيقبل الحوار!؟ على العموم سأتصّل به هاتفياً هذا الأسبوع على أمل أن يجيب. وسأبعث برسالتي للجامعة عبر الفاكس والإيميل، وإن شاء الله يكون الخير. سوف أستمتع بمحاورتك على الهواء سيدي الرئيس، فمرحباً بك. *هذا العمود ينشر أيضاً عدد يوم الإثنين من جريدة "المساء الرياضي" صفحة الكاتب على موقع فيسبوك للتواصل