لن نبيع عرقنا بأبخس الأثمان لست على استعداد لأخوض مجددا في لمسة الإحباط المضافة إلى كأس الوجع والتي تسبب فيها إخفاق الجيش الملكي في الحصول على لقب أول نسخة لكأس شمال إفريقيا للأندية البطلة، بعد أن لدغ من ذات الجحر الذي لدغ منه المغرب الفاسي أمام الترجي والرجاء أمام الصفاقسي، وكل اللدغات باتت تأتينا لغاية الأسف من جحر تونسي· عدم الإستعداد سببه أننا تحولنا جميعا إلى أسطوانة مكررة ومشروخة، وعندما لا يكون لنا الإستعداد الجماعي، الفكري والتدبيري والأخلاقي لنقفز على ذات الحاجز، فإنه من العبث أن نكرر على أنفسنا وعلى الآخرين ذات الموال· ما يستحق بحسب رأيي أن يتحدث عنه لحساسيته وأيضا لتداعياته الخطيرة على الآتي والمستقبلي في كرة القدم الوطنية، هو ما بتنا نسمعه من تراشق بين الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة وشبكة راديو وتلفزيون العرب في موضوع بات يجمعهما قانونيا واستراتيجيا، ويرتبط بالنقل المباشر لمباريات البطولة الوطنية· وستقولون وما الذي أفضى إلى صراع بين جهازين يفترض أن يكون كل واحد منهما قد حصل على حقوق البث بشكل لا يجعل هذه تتعارض مع تلك؟ يفرض علي الجواب عن السؤال العودة إلى ثلاث أو أربع سنوات عندما فاوضت الجامعة شبكة راديو وتلفزيون العرب والشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة بهدف تفويت الحقوق الحصرية بما يمكن منتوجنا الكروي أن يسوق على نحو يؤمن مجانية المشاهدة للمتفرج المغربي الموجود بالمغرب ويؤمن أيضا دخلا تتعزز به مداخيل الجامعة وتنتفع منه بالأساس الأندية التي هي الأصل والقاعدة في إنتاج الفرجة المسوقة· كانت شبكة راديو وتلفزيون العرب بدافع الحصول علي حصرية البث وهذا حقها، قد عرضت مبلغ 12 مليون دولار مقابل أن تستأثر دون غيرها بالنقل الحصري لمباريات البطولة الوطنية ومباريات كأس العرش ومباريات الفريق الوطني، ما كان يعطيها بعد ذلك الحق في بيع هذه الحقوق لما عداها من القنوات بخاصة منها المغربية· الجامعة وإيمانا منها بروح المواطنة والحق المكفول للمغاربة في الوصول مجانا إلى منتوجه الكروي الوطني استبعدت العرض المقدم من "إي آر تي" وفرضت أن يكون النقل موزعا بين الأخيرة وبين الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة بمقابل مالي إجمالي يصل إلى 56 مليون درهم، وهو ما قبلته شبكة راديو وتلفزيون العرب على مضض وإن كانت قد اشترطت أن يكون بث التلفزة المغربية بكافة قنواتها لمباريات البطولة والفريق الوطني أرضيا فقط· ومع نهاية السنة الأولى من عمر هذا العقد المبرم ستفاجأ الجامعة بأن شبكة راديو وتلفزيون العرب خصمت مما عليها من أموال مستحقة للجامعة مبلغ مليون دولار جزاء على عدم بثها لمباراة الوداد والرجاء وأيضا لاختلالات أخرى سجلتها على نظام الإلتزامات المنصوص عليها قانونا· الخروج من هذا الإنسداد للأفق، ساعد عليه أن شبكة راديو وتلفزيون العرب توصلت إلى عقد إتفاقية شراكة بينها وبين الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، تسهم في إثراء التعاون الميداني، وبموجب ذات الإتفاقية باتت الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة هي المخاطب رسميا من قبل الجامعة، ما يعني أنها هي من سيتكفل بوضع المبلغ المالي المستحق عليها وعلى "إي آر تي" في مالية الجامعة· بذلت الشركة الوطنية جهدا كبيرا لتصرف المبلغ كاملا للجامعة الموسم الماضي بالرغم من وجود متأخرات مالية كبيرة على شبكة راديو وتلفزيون العرب، وكان المتوقع أن يحسم في أمر هذه المتأخرات بداية هذا الموسم، إلا أن شيئا من ذلك لم يحدث، ما جعل الشركة الوطنية بفعل تراكم المتأخرات لا تفي بالتزاماتها اتجاه الجامعة، وقد كان من المفروض بحسب بنود العقد أن يصرف الشطر الأول شهر شتنبر 2008 والشطر الثاني شهر فبراير 2009·· ما يبدو واضحا اليوم أن شبكة راديو وتلفزيون العرب تتسلح في تبرير عدم الوفاء بالإلتزامات بعدم جودة النقل وبعدم جودة التعليق، طالما أن إتفاقية الشراكة ألزمت الشركة الوطنية بتأمين هذين الجانبين، ولنا أن نتصور متى وكيف سينتهي هذا الشد المثير والغريب للحبل بين التلفزتين؟ كيف ستتعامل الجامعة مع تداعياته، وقد كان أبرزها أنها حتى الآن لم تسلم الأندية الوطنية ماهي ملتزمة معها به في إطار تمكينها أولا من عائدات النقل التلفزي وثانيا من مستحقاتها مما يكفله لها برنامج التأهيل؟ جانب "المواطنة" الذي تسلحت به الجامعة وهي ترفض تفويت المنتوج الكروي الوطني لقناة تلفزية أجنبية تأمينا لوصول المواطنين إلى منتوجهم دون الحاجة إلى القفز على حواجز التشفير، هو ما يجب أن يحضر اليوم وغدا· اليوم وقد شارف العقد على النهاية، إذ بات إستراتيجيا الجلوس مجددا إلى طاولة الحوار لتصفية الخواطر وإزاحة عناصر الخلاف وتفادي أن تكون الأندية هي الضحية الأولى· وغدا عندما ينتهي العقد الحالي، ويكون ضروريا أن يصمم عقد جديد يحترم التراكم، يحترم خصوصيات المرحلة ويحترم أكثر منه مصلحة الأندية التي يجب أن تشعر فعليا بقيمة منتوجها، بأن تكون طرفا مباشرا في مفاوضة من يقبلون على شراء حقوق بثه تلفزيا· للمواطنة ثمن نعرفه جميعا، وللمواطنة حدود تقف عندها، فهي لا تسمح أبدا أن نبيع عرقنا بأبخس الأثمان· لست على استعداد لأخوض مجددا في لمسة الإحباط المضافة إلى كأس الوجع والتي تسبب فيها إخفاق الجيش الملكي في الحصول على لقب أول نسخة لكأس شمال إفريقيا للأندية البطلة، بعد أن لدغ من ذات الجحر الذي لدغ منه المغرب الفاسي أمام الترجي والرجاء أمام الصفاقسي، وكل اللدغات باتت تأتينا لغاية الأسف من جحر تونسي· عدم الإستعداد سببه أننا تحولنا جميعا إلى أسطوانة مكررة ومشروخة، وعندما لا يكون لنا الإستعداد الجماعي، الفكري والتدبيري والأخلاقي لنقفز على ذات الحاجز، فإنه من العبث أن نكرر على أنفسنا وعلى الآخرين ذات الموال· ما يستحق بحسب رأيي أن يتحدث عنه لحساسيته وأيضا لتداعياته الخطيرة على الآتي والمستقبلي في كرة القدم الوطنية، هو ما بتنا نسمعه من تراشق بين الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة وشبكة راديو وتلفزيون العرب في موضوع بات يجمعهما قانونيا واستراتيجيا، ويرتبط بالنقل المباشر لمباريات البطولة الوطنية· وستقولون وما الذي أفضى إلى صراع بين جهازين يفترض أن يكون كل واحد منهما قد حصل على حقوق البث بشكل لا يجعل هذه تتعارض مع تلك؟ يفرض علي الجواب عن السؤال العودة إلى ثلاث أو أربع سنوات عندما فاوضت الجامعة شبكة راديو وتلفزيون العرب والشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة بهدف تفويت الحقوق الحصرية بما يمكن منتوجنا الكروي أن يسوق على نحو يؤمن مجانية المشاهدة للمتفرج المغربي الموجود بالمغرب ويؤمن أيضا دخلا تتعزز به مداخيل الجامعة وتنتفع منه بالأساس الأندية التي هي الأصل والقاعدة في إنتاج الفرجة المسوقة· كانت شبكة راديو وتلفزيون العرب بدافع الحصول علي حصرية البث وهذا حقها، قد عرضت مبلغ 12 مليون دولار مقابل أن تستأثر دون غيرها بالنقل الحصري لمباريات البطولة الوطنية ومباريات كأس العرش ومباريات الفريق الوطني، ما كان يعطيها بعد ذلك الحق في بيع هذه الحقوق لما عداها من القنوات بخاصة منها المغربية· الجامعة وإيمانا منها بروح المواطنة والحق المكفول للمغاربة في الوصول مجانا إلى منتوجه الكروي الوطني استبعدت العرض المقدم من "إي آر تي" وفرضت أن يكون النقل موزعا بين الأخيرة وبين الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة بمقابل مالي إجمالي يصل إلى 56 مليون درهم، وهو ما قبلته شبكة راديو وتلفزيون العرب على مضض وإن كانت قد اشترطت أن يكون بث التلفزة المغربية بكافة قنواتها لمباريات البطولة والفريق الوطني أرضيا فقط· ومع نهاية السنة الأولى من عمر هذا العقد المبرم ستفاجأ الجامعة بأن شبكة راديو وتلفزيون العرب خصمت مما عليها من أموال مستحقة للجامعة مبلغ مليون دولار جزاء على عدم بثها لمباراة الوداد والرجاء وأيضا لاختلالات أخرى سجلتها على نظام الإلتزامات المنصوص عليها قانونا· الخروج من هذا الإنسداد للأفق، ساعد عليه أن شبكة راديو وتلفزيون العرب توصلت إلى عقد إتفاقية شراكة بينها وبين الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، تسهم في إثراء التعاون الميداني، وبموجب ذات الإتفاقية باتت الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة هي المخاطب رسميا من قبل الجامعة، ما يعني أنها هي من سيتكفل بوضع المبلغ المالي المستحق عليها وعلى "إي آر تي" في مالية الجامعة· بذلت الشركة الوطنية جهدا كبيرا لتصرف المبلغ كاملا للجامعة الموسم الماضي بالرغم من وجود متأخرات مالية كبيرة على شبكة راديو وتلفزيون العرب، وكان المتوقع أن يحسم في أمر هذه المتأخرات بداية هذا الموسم، إلا أن شيئا من ذلك لم يحدث، ما جعل الشركة الوطنية بفعل تراكم المتأخرات لا تفي بالتزاماتها اتجاه الجامعة، وقد كان من المفروض بحسب بنود العقد أن يصرف الشطر الأول شهر شتنبر 2008 والشطر الثاني شهر فبراير 2009·· ما يبدو واضحا اليوم أن شبكة راديو وتلفزيون العرب تتسلح في تبرير عدم الوفاء بالإلتزامات بعدم جودة النقل وبعدم جودة التعليق، طالما أن إتفاقية الشراكة ألزمت الشركة الوطنية بتأمين هذين الجانبين، ولنا أن نتصور متى وكيف سينتهي هذا الشد المثير والغريب للحبل بين التلفزتين؟ كيف ستتعامل الجامعة مع تداعياته، وقد كان أبرزها أنها حتى الآن لم تسلم الأندية الوطنية ماهي ملتزمة معها به في إطار تمكينها أولا من عائدات النقل التلفزي وثانيا من مستحقاتها مما يكفله لها برنامج التأهيل؟ جانب "المواطنة" الذي تسلحت به الجامعة وهي ترفض تفويت المنتوج الكروي الوطني لقناة تلفزية أجنبية تأمينا لوصول المواطنين إلى منتوجهم دون الحاجة إلى القفز على حواجز التشفير، هو ما يجب أن يحضر اليوم وغدا· اليوم وقد شارف العقد على النهاية، إذ بات إستراتيجيا الجلوس مجددا إلى طاولة الحوار لتصفية الخواطر وإزاحة عناصر الخلاف وتفادي أن تكون الأندية هي الضحية الأولى· وغدا عندما ينتهي العقد الحالي، ويكون ضروريا أن يصمم عقد جديد يحترم التراكم، يحترم خصوصيات المرحلة ويحترم أكثر منه مصلحة الأندية التي يجب أن تشعر فعليا بقيمة منتوجها، بأن تكون طرفا مباشرا في مفاوضة من يقبلون على شراء حقوق بثه تلفزيا· للمواطنة ثمن نعرفه جميعا، وللمواطنة حدود تقف عندها، فهي لا تسمح أبدا أن نبيع عرقنا بأبخس الأثمان·