لم تكن رياح قرعة نصف نهائي دوري أبطال العرب بالظالمة على الوداد عندما رمته في مواجهة الصفاقسي التونسي، لم تكن ظالمة لأن الأندية الثلاثة تتميز بحضور قوي على هذه المسابقة ولها تجارب وإمكانيات وتاريخ وتحظى بالإحترام على الصعيد العربي بل الإفريقي، لم تكن ظالمة لأن الوداد كان حثما سيسقط مع أحد الأندية الثلاثة التي تنتمي إلى المغرب العربي، ونحن نعرف أن الحوارات المغاربية غالبا ما تكون قوية وتعرف كل أنواع الندية والإثارة·· الصفاقسي والترجي التونسيين، ثم وفاق سطيف الجزائري بطل الدورة الأخيرة شكلوا إلى جانب الوداد الأضلاع الأربعة للمربع الذهبي في المسابقة العربية· لذلك فالوداد سيكون أمام إختبار آخر ورهان جديد ليس لأنه بلغ المربع الذهبي، ولكن لاعتبارين لا ثالث لهما، أولا لأن الوداد هو ممثل الكرة المغربية الوحيد في المسابقة وسيكون عليه تشريفها خاصة بعدما بلغ هذه المرحلة، ثم قطع دابر نحس الألقاب الذي طاردنا في الفترة الأخيرة، خاصة بعدما ضاع منه اللقب في الدورة الماضية، لذلك تبقى الفرصة مواتية للوداد ليعيد لنا شيئا من هيبتنا وكذا البسمة للجمهور المغربي الذي عانى من توالي الخيبات والإخفاقات· ثانيا لأن الوداد سيكون في صدام مع فريق تونسي، وعندما نذكر الكرة التونسية على صعيد الأندية يتبادر إلى الأذهان ما بات يصطلح عليه بالعقدة التونسة قياسا مع تفوق أنديتها على نظيرتها المغربية في النزالات الأخيرة، فقد سجلنا في هذا الموسم دون احتساب كبوات المواسم الأخيرة ثلاث تعثرات متتالية، الرجاء سقط أمام الصفاقسي في دوري أبطال العرب ، والمغرب الفاسي أمام الترجي في مسابقة كأس شمال إفريقيا للأندية الفائزة بالكأس، والجيش أمام النادي الإفريقي عن كأس شمال إفريقيا للأندية الفائزة بالبطولة، علما أن المغرب الفاسي يهدده خطر الإقصاء في كأس الإتحاد الإفريقي أمام قوافل قفصة بعد تعادله في الذهاب بهدف لمثله· صحيح أن العودة بنتيجة إيجابية يبقى طريقا آخرا للتأهل، لكن الإنتشاء وكثرة التفاؤل بما يتحقق خارج الأرض قد يفرزان نتائج وخيمة، لذلك من الواجب أيضا التفكير في الإياب ومناقشة هذه المباراة من جميع الجوانب مادامت وشاح مباراة الحسم، لذلك لا نعتقد أن الوداد سيسقط في نفس الفخ أو سيلدغ من نفس الجحر التونسي، فالوداد بلاعبيه وطاقمه التقني ومسيريه قد استوعبوا الدرس التونسي جيدا·