يجلس جميع من لهم علاقة بالرياضة المغربية في غرفة انتظار تحسبا لوقوع شيء ما دون أن يعرف أي واحد من هؤلاء ماذا ينتظر وقوعه. كل منتظر انشغل بما سيقع، دون أن ينتبه إلى ما يحدث حاليا وربما ما سيستمر حدوثه في المستقبل القريب. كما نسي هؤلاء المنتظرون أن الرياضة المغربية منذ نكسة دورة الألعاب الأولمبية 2012 في لندن تعيش شبه جمود، وهو لا محالة يعطل الوصول إلى المحطات المقبلة بما يكفي من التحضير والأهبة لرفع سقف التنافس ومحو آثار الكبوات السابقة. فقبل أيام أعلنت الجامعة الملكية المغربية للسباحة تجميد أنشطتها الوطنية والدولية ما لم تتوصل بالمنحة الوزارية، علما أنها تعيش وضعا شاذا بعد اعتقال رئيسها في ملف كوماناف وتحول قيادة سفينتها إلى رئيس بالنيابة على إيقاع المؤقت. مثيلتها المشرفة على كرة اليد تعيش بدورها شبه عطالة رغم أنها في الوقت الحالي تنظم بطولة إفريقية في طنجة، وسط إصرار الوزارة الوصية على توصلها منها بما يثبت بعض المصاريف التي تقول إنها "غير مبررة". أما كرة السلة فجامعتها هي الأخرى تائهة بين البحث عن بديل لرئيس غادر قطارها بشكل مفاجئ أشهرا قليلة بعد تسلمه زمام قيادته، وبين تحيين قوانينها وملاءمتها مع ما يفرضه قانون الرياضة الجديد. ما تشترك فيه هذه الجامعات الثلاث أكثر مما يفرق بينها، وهي إن كانت مشاكلها تتباين حسب وضع كل واحدة منها، فإن النتيجة حتما هي نفسها، لأن الارتباك في كل ما هو إداري ومالي، يعطل السير العادي للمنافسة، وغياب المنافسة يعني تراجع المستوى، وبالتالي تقلص حظوظ الرياضة المغربية في إثبات حضورها وصعودها منصات التتويج جهويا وقاريا، قبل أن تحلم بتحقيق ذلك على المستوى الدولي. وضع بهذا الشكل يسري على جامعات أخرى، لأنه في نهاية المطاف ما هو إلا صورة مصغرة لأخرى أكبر منها امتحنت قيمتها خلال المشاركة في الدورة الأولمبية الأخيرة. فإلى متى سيطول هذا الانتظار؟ بالنسبة إلى وزير الشباب والرياضة فإن ما يراه إصلاحا في في القطاع الوصي عليه، له كلفته، وهو كان حاسما عبر تصريحاته التي أعقبت نكسة لندن 2012، حينما مرر فكرة مفادها أن تقويم اعوجاج الرياضة المغربية يتطلب وقتا ليس قصيرا، وأن عملية التقويم لن تؤدي بالضرورة إلى تحقيق نتائج إيجابية آنية والفوز بمداليات في الدورة الأولمبية المقبلة. كلام الوزير يحمل بين طياته قدرا من الصواب، لكن الخطأ الذي لا ينبغي الوقوع فيه أن الرياضة تعتمد على الحركة بمفهومها البيوميكانيكي وليس الحزبي لتستمر عجلتها في الدوران وربح المزيد من المسافات، أما عدا ذلك فالجمود لن يساهم إلا في قتلها. ************************************************* الأهلي المصري حقق تتويجا غاليا بدوري أبطال إفريقيا أول أمس (السبت)، وهو يهزم منافسه العنيد الترجي التونسي بميدانه. المصريون حققوا لقبهم الإفريقي السابع رغم تعادلهم في الذهاب بهدف لصفر، وفي غياب بطولة مصرية فرضت الأوضاع الأمنية بعد الثورة إيقافها إلى أجل غير مسمى، ولعبه محروما من جماهيره في المباريات الإفريقية بميدانه. زملاء أبو تريكة تعاملوا مع الحدث بما يليق من انضباط واحتراف عوض التشكي والبكاء كما يفعل "هادوك اللي على بالكم