الحصيلة الهزيلة التي حصدها المغرب في دورة بكين الأولمبية الأخيرة ببعثة تضم 47 رياضيا ورياضية والمتمثلة في ميدالية جواد غريب الفضية في الماراثون وبرونزية حسناء بن حسي في سباق 800 متر طرحت أسئلة كثيرة عن مستقبل الرياضة المغربية التي أصبحت كنوبة تستدعي العلاج بحزم وليس بالمسكنات فالرياضة في المغرب امتداد وتشابه وتطابق لباقي القطاعات ولايمكن فصل الرياضة عن السياسة والسياحة ولا عن الاقتصاد والمالية ولا عن قطاع النقل والصحة ولاعن الفلاحة والصيد البحري ولا عن التعليم والمشهد الثقافي ولا عن الصناعة والتجارة فإذا كانت كل هذه القطاعات تعاني كما يعاني الإنسان المغربي على المستوى الاجتماعي فكيف نريد من الرياضة أن تكون وجه المغرب المشرق الذي يخفي أمراضا مزمنة في جسده العليل. "" ربما نسي القائمون عن الرياضة في المغرب قصصا كثيرة كحادثة انتحار اللاعب سعيد الشافني الملقب بالسامبا قبل ثلاث سنوات فالمرحوم لعب لجمعية الحليب والرجاء البيضاوي والجيش الملكي وارتدى قميص المنتخب المغربي في ثمانينيات القرن الماضي في أكثر من مناسبة وانتحر الدولي السامبا حين سئم من الوضع الإجتماعي الذي عاشه وعائلته في بيت متهالك متواضع بالمدينة القديمة في الدارالبيضاء فلماذا كانت نهاية لاعب دولي هي الإنتحار؟. أول هدف مونديالي في تاريخ المغرب سجله لاعب الرجاء البيضاوي حمان في مرمى الألمان في ميكسيكو 1970 حمان الذي أصبح فيما بعد مدربا للرجاء عرف من التهميش ما جعله يعيش البؤس والشقاء وينام بين أزقة العاصمة الاقتصادية منتظرا الأيادي السخية التي قد تمنح وفي أحيان كثيرة لا تجود فهل يستحق رياضي دخل التاريخ أن يصبح متسولا. ربما لم يتقبل البعض أن دولة مثل البحرين جاءت في المرتبة 52 بفضل مدالية رشيد رمزي بن مدينة آسفي فيما جاء المغرب في المرتبة 65 ليتم الاستنجاد بالأسطورة سعيد عويطة وربما تساءلوا أيضا لماذا رفض اللعب للمنتخب المغربي كل من عادل الرامي مدافع ليل الفرنسي ولاعب خط وسط فريق بي اس في ايندهوفن ابراهيم افلاي ويونس قابول عميد منتخب فرنسا للشباب والمدافع الحالي لتوتنهام الانجليزي والقائمة مرشحة للارتفاع إذا ظل المغرب يدير ظهره لمواهبه في الخارج وجعل مواهب الداخل في مصاف المرشحين للهجرة السرية كباقي الحالمين بفردوس ما وراء البحار ومن جهة أخرى تتهافت الكثير من وسائل الإعلام المغربية للكتابة عن كل رياضي في المهجر يحمل الجنسية المغربية من أب أو أم مغربيين أو هدد بحمل قميص منتخب ما حتى وإن كان دون المستوى لتطرح مسألة تهميش المواهب وعدم المناداة عليهم لحمل ألوان المنتخبات الوطنية وتزداد حدة هذا النقد كلما حلت كالعادة نكسة أو إخفاق. والسؤال المؤرق : كيف يبقى المغرب الى حد الان يتخبط في نظام الهواية ؟ في الممارسة والتسيير الرياضي وشح تمثيل المغرب في صناعة القرار في أروقة الكونفدراليات والفدراليات الأفريقية والدولية وجعل الحلول الترقيعية واقع حثمي كلما حلت بطولة عالمية أو دورة أولمبية مع أن الكل يجمع أن هذا البلد يزخر بالمواهب ليس فقط في الرياضة بل في جميع المجالات...فأين الخلل ياترى؟. قبل الفشل في بيكين كانت نكسة غانا وما خلفته من لغط... وأزمة إقالة المدرب بادو الزاكي بعد الخروج من التصفيات المؤهلة الى مونديال ألمانيا 2006 وفضائح هروب الرياضيين ودورة ألميريا المتوسطية خير مثال... والحصيلة الهزيلة في بطولة العالم للناشئين في ألعاب القوى التي احتضنتها مراكش صيف 2005 على اعتبار أن ألعاب القوى هي من تعودت تتويج المغرب في المحافل الدولية والجدل الذي صاحب مؤخرا عملية تكسية الملاعب الوطنية بالعشب الإصطناعي . إنها نوبات مزمنة تنخر جسد كل القطاعات في المغرب وما الرياضة إلا عضوا من هذا الجسد المريض... نوبات تتجسد في الفساد والمحسوبية والرشوة والشيشة و....والعلل كثيرة فمن أين يأتي الدواء الذي يشفي هذا الجسد المسكين ؟. [email protected]