عادت ظاهرة الموت المفاجئ إلى الملاعب الوطنية، عقب وفاة اللاعب الشاب جواد أقدار، ولم تعرف الأسباب الحقيقية لوفاة مهاجم فريق حسنية أكادير، الذي توفي عقب المقابلة بنصف ساعة فقط، الشيء الذي طرح عدة تساؤلات وإعادة القضية من جديد إلى الساحة الوطنية. فماهي أسباب الموت المفاجئ الحقيقية؟ ومن المسؤول عن سلامة اللاعبين ؟ هل الجامعة أم الأندية؟ رغم النداءات الكثيرة التي تطالب بضرورة الارتقاء بالطب الرياضي المغربي، لأنه صمام الأمان بالنسبة للرياضيين والممارسين في الملاعب الوطنية، إلا أن دور الطب الرياضي لم يرقى لطموح الأطباء الرياضيين، الذين يعانون التهميش والاقصاء في النادي والجامعة، ويبقى الاهتمام بالنسبة للأندية فقط هو الجانب التقني والبدني للاعبين من أجل تحقيق النتائج والانتصارات، ونفس الشيء بالنسبة للجامعة التي تبحث فقط عن ترويج المنتوج الكروي تجاريا، والاهتمام فقط بمشاركات المنتخب الوطني، ولم تقم بأية مبادرة من أجل إحداث مركز طبي رياضي وطني لكرة القدم، على غرار المركز الوطني المعمورة لكرة القدم، واهتمامها بإحداث الملاعب الرياضية والعشب الاصطناعي، ومراكز التكوين في الفرق والعصب . كما أن وزارة الشباب والرياضة واللجنة الاولمبية الوطنية، بدورهما يتحملان المسؤولية فيما يحصل داخل الملاعب الرياضية وخارجها بالنسبة للرياضيين والممارسين، وعليهما القيام بحلمة وطنية لإعداد ملفات طبية للاعبين، والاسراع في إجراء الفحوصات الطبية لكل اللاعبين في الأندية ، تحث إشراف الجامعة الملكية لكرة القدم، وبمشاركة الأندية الوطنية، لمعرفة الجانب الصحي للاعب قبل بداية الموسم الرياضي، فليس من المعقول انطلاق الموسم الكروي، دون إجراء فحوصات طبية لكل اللاعبين على الصعيد الوطني، على مستوى جميع الفئات صغار ويافعين وشبان وكبار. فلابد من إعادة النظر في التوجه الرياضي الذي تسير عليه الرياضة الوطنية، ولابد من الاهتمام بجانب الطب الرياضي، حتى نتمكن من الحفاظ على سلامة الرياضيين والممارسين، والمسؤولية ملقاة على عاتق الجميع، بينهم المدرب أيضا وطبيب الفريق، لاسيما أن المدرب في بعض الحالات يخرق قرارات الطبيب ويلزم اللاعب بخوض المباراة رغم خطورة ذلك على صحة اللاعب وحياته، وفي هذا السياق يشتكي العديد من الأطباء الرياضيين ، من تدخل المدرب في اختصاصات الطبيب، بل يقوم في بعض الأحيان بمطالبة رئيس النادي بالتخلي عن طبيب الفريق، والاكتفاء فقط بممرض رياضي، حتى يكون تحت إمرته وسيطرته. لن تتقدم الكرة الوطنية، ونحن في الاحتراف، ونريد التطور نحو الأفضل في ظل غياب الاهتمام بالجانب الصحي للاعبين والممارسين الرياضيين، وأيضا في ظل العقلية الهاوية لبعض المسؤولين، في تدبير شؤون الرياضة والرياضيين، ومنح الطب الرياضي المكانة اللائقة به، لأنه صمام الأمان ضد تزايد ظاهرة الموت المفاجئ.