"لماذا نجح الطاوسي؟".. سؤال سيجد لدى كلّ واحد منكم جواباً مختلفاً. ولو طرحنا هذا السؤال على الشارع المغربي لوجدنا أجوبة متعدّدة ومتباينة. فمن الصّعب اليوم أن نُجمع على تفسير واحد لنجاح رشيد الطاوسي مع المنتخب المغربي من خلال مباراة واحدة أهّلتنا لكأس أمم إفريقيا2013. وبإمكانك القيام بالتّجربة في محيطك الخاص بين أفراد العائلة والأصدقاء أو الزملاء في العمل. اطرح عليهم نفس السؤال، ولن تحصل على نفس الجواب. و هنا سأحاول أن أكون بسيطاً في جوابي على هذا السؤال، الذي طرحته على نفسي مع نهاية مباراتنا أمام الموزمبيق بفوز أبناء رشيد الطاوسي 4-0. فمع تبادر هذا التساؤل لذهني، خطر ببالي جواب سريع، بسيط و عفويّ. "نجح الطاوسي.. لأنّ الرُّوح عادت للمنتخب المغربي". كيف ذلك؟ منذ اختياره مدرّباً للمنتخب الوطني، قبل ثلاثة أسابيع خلفاً لصديقنا المَغبُون البلجيكي إيريك غيريتس، بادر الطاوسي إلى تحسين الأجواء داخل الفريق الوطني، بدءً بتشجيع اللاعبين وتحفيزهم ودعمهم جميعاً. ونجح الطاوسي في إقناع كلّ لاعب أنّه مهمّ داخل الفريق، وله دور سيقدّمه في وقت معيّن مع المنتخب المغربي. واشتغل بشكل كبير على خلق الإنسجام بين اللاعبين وأوجد بينهم روح الفريق و التآزر. بل وجعلهم يثقون و يصدقّون أنهم سيتجاوزون عقبة الموزمبيق بنجاح. كان ذلك قبل المباراة.. فلّما وصل اللاعبون إلى ملعب مراكش الكبير في الليلة التاريخية وصلوا جاهزين، ووجد الطاوسي أمامه أسلحة مشحونة للإطلاق في وجه الهدف، مع قطع غيار حاسمة و فعّالة. نَجاحُ الطاوسي استمر أيضاً خلال المباراة. فالرّجل نجح في تسير ال90 دقيقة كما نجح قبل ذلك في الإعداد لها. و يُحسب للطاوسي أنّه وضع ثقة كبيرة في القنّاص يوسف العربي الذي لم يحصل في السابق على فرصة كاملة مع غيريتس. ورغم أنّ العربي لم يُسجّل، إلاّ أنّ الطاوسي وثق في اللاعب و لم يستبدله، لأنّه ظلّ مؤمناً في قدرة لاعب غرناطة الإسباني على التسجيل. والعربي لم يُخيّب الآمال و سجل هدف المغرب الثالث، الذي كان هدف التأهّل، قبل التأكيد من نور الدين أمرابط. و بالحديث عن امرابط؛ فيُحسب للطاوسي أنّه امتلك الجرأة على وضعه احتياطياً مع السعيدي، كما يُحسب للاعبين تقبّلهما قرار المدرّب، الذي كان يحتفظ بهما لأداء دور مركّز و حاسم في النصف الثاني من المباراة. لقد نجح الطاوسي لأنّه كان يهتمّ لأمر المنتخب أكثر ممّا يهتمّ لنفسه. و نجح الطاوسي لأنّه دخل المباراة بفريق متكامل و ليس بأسماء لاعبين من دون روح، و نجح الطاوسي لأنّه امتلك فلسفة خاصة به كمدرّب. على العموم، نجح الطاوسي و حصد العلامة الكاملة من الجمهور.. فأًن تفوز على الموزمبيق، التي كسبتك بهدفين ذهاباً، بأربعة أهداف في مراكش أداءً و نتيجة، فهذا أمر ليس بالسّهل تحقيقه. على أيّة حال ما كان غيريتس ليفعلها. شكراً يا طاوسي لأنّك أخرجت الكرة المغربية من غرفة الإنعاش.. أملنا فيك كبير أن تعيد لها صحتها و نراها تتألق في بلاد مانديلا خلال "كان2013"ّ، ونحلم معها في مونديال البرازيل. شكراً يا طاوسي.. لقد أعدت لنا الرّوح. صفحة الكاتب على موقع فيسبوك للتواصل