سيكون السبت 13 أكتوبر 2012 يوماً استثنائياً وغير عادي في المغرب. سيكون يوماً سينتظر فيه المغاربة "خبراً سارّاً" ينطلق من مدينة مراكش لينتشر في كلّ بقاع المغرب ويصل كلّ أنحاء العالم. و سيكون يوماً أتطلّع فيه لكتابة عنوان غير عادي، بفرحة و زُهوّ كبيرين، حول تأهّل تاريخي لكأس أمم إفريقيا، تأهّل قد تضاهي فرحته آنذاك فرحة الفوز بالكأس. حين جرّنا سيّء الذكر إيريك غيريتس لهزيمة قاتلة أمام الموزمبيق 2-0 خلال مباراة الذهاب أمام الموزمبيق في ذلك الأحد الأسود من شتنبر؛ كان أغلب الناس يجزمون يقيناً أنّ المغرب لن يتأهّل لكأس أمم إفريقيا 2013 بجنوب إفريقيا، و أنّ الحكاية انتهت. لكن، رحل غيريتس وجاء الطاوسي. رحل مدرّب لا يعرف خريطة إفريقيا، وجاء مدرّب صال و جال في القارّة السمراء، بل و إنتزع من قلبها ثلاثة كؤوس غالية. لو بقي لغيريتس مدرّباً للمغرب حتّى الآن، لقت لكم ناموا يوم السبت المقبل باكراً، لا تفكّروا في الذهاب إلى ملعب مراكش، و لا حتى بتمضية الوقت مع منتخب غيريتس عبر شاشة التلفاز.. فلا أمل لنا أنذاك للتأهّل. إلاّ أن الأمر مختلف اليوم.. و ما كان يظهر لنا بالأمس مستحيلاً، أصبح اليوم يبدو إنجازاً قريباً. ثلاثة عوامل من أجلها أقول اليوم أن المغرب قادر على تخطّي عقبة الموزمبيق بنجاح. أمّا العامل الأول فهو "تجربة المدرّب و رغبته القويّة في النجاح"، فالطاوسي راكم تجربة مهمّة في عالم التدريب و خَبِرَ كرة القدم الإفريقية. كما يحمل معه شحنة كبيرة من الطاقة و الإندفاع الإيجابي، و ينجح في شحن معنويات لاعبيه و حثّهم على تقديم جهد مضاعف في الملعب. و العامل الثاني هو "روح الفريق و حماس اللاعبين"، فلأولّ مرة من زمن بعيد نجد أمانا منتخباً مغربيّاً يتقاسم لاعبوه المحترفون في الخارج المقاعد بالتساوي مع لاعبي الدوري المحلي. فلائحة المباراة تضم 14لاعباً من البطولة المغربية و 12من محترفي أوروبا و الخليج. و هو ما يجعل الإنسجام كبيراً بين اللاعبين. و يُحسب للمدرّب أنّه أعاد للمجموعة روح الفريق و التنافس، و اليوم هم على يقين بقُدرتهم على تخطّي الموزمبيق. و كلّ واحد منهم يسعى ليكون رجل المباراة ليؤكّد للمدرّب و الجمهور أنّه يستحقّ فعلاً اللّعب للمنتخب. نأتي للعامل الثالث و هو مهمّ جدّاً، إنّه "دعم الشارع المغربي". فبعدما وصل الرأي العام المغربي لدرجة الإحباط و فقدان الثقة في المنتخب مع غيريتس، عاد ليتنفسّ أوكسيجيناً جديداً مع الطاوسي. و مباشرة بعد تولّيه زمام الأمور أبدت الصحافة و الرياضيون في المغرب دعمهم للرّجل، و حتّى الشارع المغربي تجاوب بسرعة و اجتمع على ضرورة دعم المدرّب الجديد و المنتخب الوطني. و هو أمر من شأنه أن يقوّي حظوظ الفريق الوطني في السبت الموعود. صحيح أنّ المهمّة صعبة جدّاً، لكنّها أيضاً و بقدر موزون من التفاؤل و التحليل التقني، ممكنة جدّاً. فالمعادلة بسيطة.. يجب أن نسجّل هدفاً مبكّراً، أنذاك سيثور اللاعبون و يثقون أكثر في التأهّل. و يكفي أن نسجّل هدفين لنصبح متعادلين مع الموزمبيق.. ساهلة ياك.. دقّة دقّة، نجيبو الهدف الأوّل. نحافظو على التركيز.. نلعبو كوورا و نكون رْجَالْ في الملعب، و إن شاء الله يجي الهدف الثاني و الثالث. يالاّه جيبوها يا لولاد.. كلّنا معاكم.