في ليلة باردة من ليالي أكتوبر عام 2010، اجتمع عشرات الصحفيّين و ممثلي وسائل الإعلام المغربية و الأجنبية بقصر المؤتمرات ضاحية الصخيرات. جهّز الصحفيّون أقلامهم و حواسيبهم، و هيّئ المصوّرون كاميراتهم و وجّهوا عدساتها إلى المنصة الفارغة.. في إنتظار دخول "السوبر مان" الذي كان الشارع المغربي قد قضى شهوراً أنذاك في انتظار وصوله من المملكة العربية السعودية حيث كان يقود فُتوحات هلالية في الشامبيانزليغ الآسياوية. و بعد طول إنتظار.. دخل "السوبر مان" منتشياً إلى القاعة التي حضر إليها عدد كبير من الصحفيّين على غير العادة في أغلب الندوات الصحفية و إلى جانبه السّي علي. و مرتبكاً جلس وجهاً لوجه، علي الفاسي الفهري المدير العام للمكتب الوطني للماء و الكهرباء، الذي كان قد قضى حينها سنة و نصف على رأس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم التي دخلها بمظلة سقطت من السماء و هو فاقد للشرعية. و بنظرات واثقة مسح "السوبر مان" القاعة، في إنتظار حوار ملغوم مع الصحافة المغربية، التي حذّره أهل الجامعة من التواصل معها. كان ذلك يوم الثلاثاء 18أكتوبر2010 ، حين عقدت جامعة الكرة المغربية ندوة صحفية، أقرب لأن تكون إحتفالية ليلية بتقديم "السوبر مان"، المدرب العالمي و القدير البلجيكي إيريك غيريتس المدرب القادم من السعودية لقيادة الكرة المغربية نحو إنجازات و ألقاب تاريخية. و إحقاقاً للحقّ فالرجل قادنا لإنجاز تاريخي بالخروج من كأس أمم إفريقيا 2012 من الدور الأوّل بعد هزيمتين متتاليتين، كما فاز مع المغرب ب"كأس العرب" و هي ثان كأس في حزانة المنتخب المغربي الأوّل بعد كأس إفريقيا 1976. كانت جامعة الفهري فخورة بالتعاقد مع غيريتس و سارعت لتقديمه رسميّاً للشارع المغربي في لقاء إعلامي ضخم. كما دعمت جامعتنا رَجُلَها طيلة عامين و وفّرت له كلّ شروط النجاح.. و دارت الأيّام.. و مرّت الأيّام.. و طلّقت الجامعة غيريتس.. و أخرجت الجامعة مسرحيّتها الشهيرة "الطاوسي و الزاكي". و دارت الأيّام، و اختارت الجامعة الطاوسي بدل الزاكي مدرباً للمنتخب الوطني خلفاً لغيريتس، كان ذلك في ال15 من شتنبر 2012. لكن جامعة الكرة المغربية، جامعة "الفشل و العار".. لم تستطع أن تفرح بدخول رشيد الطاوسي عليها، ربّما لأنها لم تبتلع بعد صدمت طلاقها من رجلها البلجيكي، و إن كان زواجهما غير شرعي. فقد اكتفت بكلمة "صغيرة" ألقاها العضو الجامعي كريم عالم أمام الصحفيّين في باب الجامعة. هنا يجب أن نقف و نقول "حشومة" و الله حتى حشومة و حرام عليك يا جامعة. علاش غيريتس جايبينو بالطيطز طوطوطوط.. و الطاوسي ولد البلاد حتى واحد ما كبّر بيه. فالفهري و أصحابه لم يكلّفوا أنفسهم عناء عقد ندوة صحفية صغيرة لتقديم الطاوسي لوسائل الإعلام، و شرح برنامج العمل و الأهداف المسطّرة مع الرّجل الجديد الذي سيقود المنتخب الوطني في فترة عسيرة جدّاً. و دارت الأيّام.. و بدأ الطاوسي عمله ناخباً وطنيّاً و بدأ التحضير للمباراة المقبلة أمام الموزمبيق، و لازالت الجامعة لم تخرج للحديث للرأي العام عن التعاقد مع بطل كأس العرش و كأس الكاف و السوبر الإفريقي مع المغرب الفاسي و بطل إفريقيا مع المنتخب الوطني للشباب. و هنا التساؤل.. هل فعلاً الجامعة اختارت الطاوسي ؟ و هل فعلاً الجامعة مقتنعة بالطاوسي؟ و هل فعلاً الجامعة تؤمن بمشروع الطاوسي؟ أم أنّ إختيار الطاوسي سقط فوق رأس الجامعة من "الفوق"، كما سقط قبله السّي علي. على العموم، باراكا علينا من السقوط بغينا شويّا ديال النجاح. و النجاح يأتي من الأسفل بالبناء و العمل، ماشي من "الفوق".