"رشيد الطاوسي مدرب كبير، لكن..." هكذا كان لسان حال ملايين المغاربة فور تلقيهم الخبر الصاعقة من قبل الاتحاد المغربي لكرة القدم. هذه المؤسسة التي نسجت خيوط مسرحية هزلية ضحكت بها على ذقون المغاربة على مدى أيام من إعلان طلاقها عن سيء الذكر إيريك غيريتس. اتحاد الفاسي الفهري باع الوهم من جديد للمغاربة وأفهمهم أنه هذه المرة يشعر بأنينهم وسيمدهم بجرعة الدواء التي اعتبروها لسنوات المصدر الوحيد لشفائهم وشفاء الكرة المغربية بشكل عام إنها "بادو الزاكي". نعم، سربت مافيا الاتحاد المغربي اسم عميد ومدرب المنتخب المغربي السابق إلى الصحافة والشعب المغربي كمرشح فوق العادة للعودة إلى دكة المنتخب، فتسلل معه الفرح إلى قلوب المغاربة الذين ظنوا أنهم أصبحوا شعبا لا يستهان بمطالبه وأن اتحاد اللعبة قد أعاد حساباته بعد الإخفاق والذل الكروي الذي عاشه المغرب مع "المدرب العالمي" غيريتس، ليستمع أخيرا لمطالب الشعب بدل مطالب السماسرة والدخلاء على الشأن الرياضي. لكن سرعان ما ارتطمت آمال هذه الجماهير الواسعة بصخرة التعالي والجهل. وبدل أن يعطي للشعب المغربي سببا وجيها لتفضيله الطاوسي على بادو، لجأ إلى ألاعيبه القذرة مجددا، مصورا صانع أفراح المغاربة في تونس 2004 على أنه شخص مادي ومغالي في شروط العقد. المهم، عادت الجماهير المغربية وابتلعت صدمتها كما العادة، وقررت أن توحد صفوفها وراء القائد الجديد لأسود الأطلس حتى يجتاز عقبة الموزمبيق للتأهل إلى كأس إفريقيا 2013، والغصة الوحيدة التي مازالت بحلقها هي "لماذا يتجاهل الاتحاد رغبتنا؟". وللإشارة، لست هنا بصدد التشويش على الناخب الوطني الجديد للمنتخب المغربي، فالسيرة الذاتية للرجل ترد على كل المشككين في مؤهلاته، وهو الذي حصل على ثلاثية مع نادي المغرب الفاسي ونجح في ترويض وحوش القارة السمراء، ليتوج بكأس السوبر الإفريقية. وإنجازاته الكروية تؤهله بأن يصبح ناخبا وطنيا مثله مثل بادو الزاكي. وللأمانة، فالرجل يستحق فرصته هو الآخر حتى يثبت جدارته كمدرب للنخبة المغربية. وبدون شك، سنقف كلنا بجانبه حتى يعبر بالأسود إلى بر الأمان ويعيد للناخب الوطني كرامته. لكن ما يحز في نفس المغاربة هو تجاهل مطالبهم الشعبية والضحك على ذقونهم من قبل اتحاد يعيث فسادا في الأرض ويستبيح أموال دافعي الضرائب دون نتائج تذكر. هذا الاتحاد الذي يقول للمغاربة كل مرة أنكم مجرد صفر على الشمال وأن دوركم في الساحة الرياضية يقتصر على التصفيق والتهليل لأي مدرب يختاره هو. برأيي يجب على الجمهور المغربي أن يكف عن المطالبة بالزاكي، فقد طالب به سابقا، لعين الاتحاد فيليب تروسي، وعاد ليطالب به مرة ثانية ليفاجأ بتكليف روجيه لومير، وطالب به مرة ثالثة فتم تعيين إيريك غيريتس، وآخر مطالبة بالزاكي جاءت بالطاوسي. في المرة القادمة يجب أن يطالب المغاربة بجوزيه مورينيو عل الاتحاد يعين بادو الزاكي. [email protected]