إذا ألقينا نظرة فاحصة على حصيلة مرحلة ذهاب البطولة المغربية لكرة القدم، فسيلفت انتباهنا أمر غريب يستحق الوقوف عنده.. و يتعلق الأمر بهوية الفريق الذي يتوفر على أقوى هجوم، إذ سنجده حسنية أكادير الفريق الذي قدم مباريات رائعة في الشطر الأول من البطولة ، لكن ما يجعل الموضوع غريبا هو أن الفريق السوسي صاحب أقوى هجوم هو ذاته صاحب أضعف دفاع !! فبلغة الأرقام، فريق حسنية أكادير سجل خلال 15 مباراة 28 هدفا كأقوى هجوم في البطولة المغربية، لكن مرماه تلقت 26 هدفا أيضا، و هو بالتالي أضعف دفاع ، فيما يعد الرجاء صاحب ثاني أقوى هجوم برصيد 22 هدفا متبوعا بالوداد صاحب ثالث أقوى هجوم برصيد 21 هدف ، لكن ثاني أضعف دفاع ليس الرجاء و ليس الوداد!! بل فريقا شباب الريف الحسيمي و شباب خنيفرة ب 24 هدف دخلت مرماه، وذلك يعتبر أمرا طبيعيا لأنهما يحتلان المراكز الأخيرة في الترتيب عكس الحسنية! لذلك يمكن القول إنه ليس عاديا على الإطلاق أن يكون فريق يتوفر على أقوى هجوم في البطولة هو نفسه صاحب أقوى دفاع، بل يمكن القول أيضا إنه لو تمكن الفريق السوسي الذي أنهى شطر الذهاب في الرتبة الخامسة من تصحيح أخطائه الدفاعية، لأصبح ربما المرشح الأول للظفر بلقب البطولة الوطنية، نظرا لما يقدمه من أداء راقي هذا الموسم مكنه من الفوز على الرجاء بحصة كبيرة 5-3، إضافة إلى إحراج الوداد في عقر داره بتعادل مثير 2-2.