في الوقت الذي وجه فيه فريق الرجاء البيضاوي لكرة القدم إنذارا شديد اللهجة لمنافسيه في البطولة الوطنية وأكد جاهزيته لخوض مباريات الموسم المقبل، فإن غريمه التقليدي الوداد الرياضي، مازال يعيش مرحلة شد وجدب، فخريطة طريقه للموسم المقبل لم تتضح بعد، ومعالمها مازالت غامضة. في الموسم الماضي، تسيد الوداد ورئيسه عبد الإله أكرم «سوق» الانتقالات، ونجح الفريق في التعاقد مع أبرز اللاعبين، وبلغ نهائي عصبة الأبطال الإفريقية، لكن اختيارات خاطئة على مستوى الإدارة التقنية دفعت الفريق إلى الخروج خاوي الوفاض من كأسي العرش والبطولة الوطنية، فالمدرب السويسري ميشيل دوكاستيل، لم يكن في مستوى إدارة «كتيبة» اللاعبين التي تعاقد معها الفريق، لذلك تجاوزته الأحداث، في الوقت الذي بدا فيه المدرب الإسباني بينيتو فلورو الذي تعاقد معه الفريق في مستهل مرحلة الإياب دون طموح، مما دفعه إلى الحديث عن تكوين فريق للمستقبل، وكأنه جاء ليدرب فريقا صاعدا للتو من القسم الثاني، وليس فريقا من المفروض أن ينافس على اللقب، لأن تاريخه وقاعدته الجماهيرية لا يسمحان له بغير ذلك. اليوم، يوجد الوداد في مفترق الطرق، إذ يخشى أن يتكرر سيناريو الموسم الماضي، عندما انتدب أبرز لاعبي البطولة، لكنه خرج خاوي الوفاض، وفي الوقت نفسه فإن «الضجة» التي أثارها الرجاء بتعاقداته، ثم بظهوره اللافت في مباراة أتلتيكو بيلباو يضعه في موقف حرج. لذلك، يحتاج الوداد إلى قرارات حاسمة وسريعة، تحدد وجهته، فالفريق «الأحمر» ليس مسموحا له بأن يلعب دورا ثانويا في بطولة الموسم المقبل، بل إنه مطالب بالتتويج بكأس «الكاف» والحفاظ على «مغربية» اللقب للمرة الثالثة على التوالي، وأيضا المنافسة على أغلى لقب في تاريخ البطولة الوطنية، بما أنه سيؤهل للمشاركة في كأس العالم للأندية التي ستقام بالمغرب. على مسؤولي الوداد أن يضعوا النقاط على الحروف، وأن يعززوا صفوف الفريق حسب حاجته خصوصا أنه يشكو في الكثير من المراكز من نقص أو من غياب بديل في حالة إصابة اللاعبين الذين سيكونون أساسيين. إن الوداد يتوفر على مجموعة جيدة، بالإمكان أن تكون في المستوى إذا ما حدد الفريق هدفه بدقة، واستغل المساحة الزمنية المتبقية له على انطلاق البطولة، أما دون ذلك فإنه قد يواجه متاعب كبيرة.