لاشك أن استضافة أوكرانيا لليورو بمعية بولندا سيحفز المنتخب الأوكراني لتقديم كل ما في وسعه لإرضاء جماهيره، و كتابة تاريخ جديد للكرة الأوكرانية المغمورة التي أكملت عقدها الثاني فقط في عالم الساحرة المستديرة، إذ يعود تاريخ تأسيس الاتحاد الأوكراني لسنة 1991 فيما انضم للاتحاد الدولي "الفيفا' سنة 1992، بعدما كان اللاعبون الأوكرانيين يلعبون لسنوات عديدة في صفوف منتخب الاتحاد السوفييتي العتيد. يخوض المنتخب الأوكراني منافسات بطولة أمم أوربا لأول مرة في تاريخه، و يبقى التأهل لمونديال ألمانيا 2006 هو أبرز إنجاز في تاريخ هذا المنتخب حيث وصل آنذاك إلى دور الربع قبل أن يقصى على يد المنتخب الإيطالي، و يعول عشاق منتخب أوكرانيا على خبرة و حنكة المدرب أوليج بلوخين الذي يعد من أساطير الكرة السوفياتية سابقا بعدما نال جائزة الكرة الذهبية سنة 1975، كما أنه يعتبر أنجح مدرب في تاريخ المنتخب الأوكراني بعدما قاده للتألق بمونديال 2006. وخاض المنتخب الأوكراني العديد من المباريات الودية استعدادا لليورو أبرزها مباراته ضد منتخب الماكينات الألمانية التي انتهت بتعادل مثير 3 أهداف لمثلها، فيما تظل خسارته برباعية أمام منتخب فرنسا خلال السنة الماضية الأكبر في مشوار مبارياته الإعدادية، ما جعل العديد من النقاد و المحللين الفنيين يشيرون إلى ضعف كبير في خط الدفاع الأوكراني. وسيعول بلوخين خلال اليورو على تشكيلة تجمع بين الخبرة و الفتوة، و يظل أندريه شفشينكو النجم الأوحد للمنتخب بدون منازع على الرغم من تقدمه في السن إذ يبلغ حاليا 35 سنة، لكن رصيده الكروي الرائع الذي راكمه لسنوات عديدة بمختلف الملاعب الأوربية، يجعل منه لاعبا مخضرما و نجما فوق العادة بإمكانه قيادة أوكرانيا لمجد تفتخر به الأجيال المقبلة ببلاد يطغى عليها اللون الأشقر أكثر من باقي الألوان. وسيصطدم الطموح الأوكراني في اليورو بمنتخبات عملاقة أوربيا، إذ وضعت القرعة منتخب أوكرانيا إلى جانب منتخبي فرنسا و إنجلترا إضافة إلى المنتخب السويدي، ما يعني أن مهمة أبناء بلوخين ستكون صعبة للغاية للظفر بإحدى بطاقتي التأهل لدور الربع، فهل سيخلق الأوكرانيون المفاجأة في اليورو متسلحين بالأرض و الجمهور و بخبرة المدرب بلوخين و دهاء النجم شيفشينكو، أم أن باقي منتخبات المجموعة الرابعة ستبطل مفعول كل هذه الأسلحة و تجهض آمال شعب أوكرانيا في رؤية منتخب بلادهم يقارع كبار القارة العجوز من أجل أغلى الألقاب الأوربية ؟