مرارا وجدنا أنفسنا في "العلبة الصوتية" لهاتف رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، علي الفاسي الفهري"، وهواتف أعضاء مكتبه الجامعي الموقر، من "التيقار"، والله وحده يعلم كيف خرجنا من "علبهم"، لندبج الأخبار للقارئ، ونحافظ على مصداقيتنا. بالأمس فقط، كنا إزاء خبر يتعلق بالأزمة التي قال مسؤولون مصريون إنهم وقعوا فيها بسبب الاعتذار المفاجئ والمتأخر لنظرائهم في المغرب عن استضافة منتخب مصر، وكان طبيعيا أن نتصل بأحد المسؤولين في الجامعة الملكية لكرة القدم أو أكثر لنعرف الرأي الآخر، حتى نضع القارئ في صورة الحدث بكامل تفاصيله. غير أننا، وقد كنا نتوفر على وجهة النظر المصرية، معززة بتصريح لضياء السيد، وهو المدرب العام للمنتخب المصري، لم نعثر ولو على مخاطب مغربي واحد، فأسقط في يدنا، سيما وقد وجدنا أنفسنا، دون سابق إنذار، في "العلبة الصوتية"، ولا من يجيب. طبعا ليست هذه هي المرة الأولى التي نهاتف فيها مسؤولا في الجامعة الملكية لكرة القدم، التي تدار بالمال العام، وهدفها هو الرأي العام، دون أن يجيبنا أحد. والمصيبة الكبيرة أن هؤلاء المسؤولين، غير المسؤولين في واقع الأمر، وإلا لكانوا ردوا على من يهاتفهم، ما أن يصدر الخبر في اليوم الموالي حتى يبادر أحدهم إلى الاحتجاج، بداعي أن الخبر "لا أساس له من الصحة". "أو فين كنتي نت بالسلامة منين كان التلفون كيسرسر؟ سبحان الله، عاد جاتك دواوات". لقائل أن يقول ليست هذه المرة الأولى التي يردد فيها هذا الكلام، وهذا صحيح جدا، لأننا "كنقولو مع ريوسنا" ربما يستيقظ مسؤولو الجامعة من سباتهم، ويعيشوا وقتهم، ويغاروا من نظرائهم المصريين مثلا، الذين لم يكتفوا بالحديث إلى وسائلهم الإعلامية المحلية، بل "فاتوها لهيه"، وتحدثوا حتى إلى وسائل الإعلام المغربية، ويمكن للرئيس علي الفاسي الفهري، وأعضاء مكتبه المسير الموقر، أن يطلعوا على تصريح رسمي في موقع "كوداس.ما"، لعلهم يخجلوا من أنفسهم. إنه أمر مخز بالفعل، فلا يعقل أن تتصل بالوزير الوصي عن القطاع، فيرد عليك، وحين تتصل برئيس الجامعة أو بعضو في مكتبه المسير، تجد نفسك "حاصل في العلبة الصوتية"، ثم يأتي إلى بالك خاطر أن تتصل بالناطق الرسمي، فيقول لك خاطر ثان:"يمكن تتصل ببلاتير يجاوبك، أو بحياتو يجاوبك، ولكن غلام، غادي غير تمشي ليك فلوسك على والو". لقد تغير الوضع، أو هكذا نظن على الأقل، وصار من حق الشعب أن يصل إلى المعلومة، بمنطوق الدستور الذي صوتت عليه الأغلبية، رسميا، فهل هذا يعني أن الجامعة الملكية لكرة القدم تعيش ما قبل فاتح يوليوز؟ أم أنها توجد خارج السياق؟ اللهم أعلم.