صنعت الهتافات العنصرية خلال مباراة الأحد بين ميلان وروما حالة من القلق في عالمي كرة القدم والسياسة الإيطاليين، اللذين ما زالا غير قادرين على إيجاد روشتة لمكافحة مشكلة متكررة. وكتبت صحيفة (غازيتا ديللو سبورت) الرياضية الاثنين:"الأحداث العنصرية تتكرر بشكل مقلق"، بعد الهتافات العنصرية الموجهة إلى ماريو بالوتيللي وعلى ما يبدو أيضا لكيفن برينس بواتينغ وسولي مونتاري، لاعبي ميلان الثلاثة الذين يحملون الجنسية الغانية أو تنحدر أصولهم منها. وقالت صحيفة (لا ريبوبليكا) :"أسوأ ما في الرياضة، تعادل يؤلم". وأوقف الحكم جيانلوكا روكي المباراة، التي أقيمت على ملعب جوزيبي مياتزا في ميلانو وانتهت بالتعادل السلبي ، لمدة 97 ثانية في الشوط الثاني. وكان على قائد روما فرانشيسكو توتي أن يطالب الجماهير الزائرة بالتوقف عن الهتافات العنصرية من أجل تجنب إيقاف المباراة، فيما رد بالوتيللي بإشارة للجماهير يطالبها بالصمت. وتواصلت المباراة بعد ذلك، لكن المحكمة الرياضية الإيطالية فرضت غرامة بقيمة 50 ألف يورو (65 ألف دولار) على روما. كما تلقى ميلان غرامة بقيمة 15 ألف يورو، لقيام جماهيره بتسليط أشعة الليزر على وجوه عدد من لاعبي روما. وانتقد المدير الفني لميلان ماسمليانو أليغري، الذي كان فريقه هدفا أكثر من مرة للعنصرية، قائلاً: "في إيطاليا للأسف لا يزال موجودا ذلك التفكير الرجعي". وحتى السويسري جوزيف بلاتر رئيس الفيفا علق على الحادث، وكتب المسؤول السويسري على حسابه بموقع (تويتر) :"إنني مصعوق للقراءة عن بعض التجاوزات العنصرية في دوري الدرجة الأولى الإيطالي وقعت الليلة الماضية"، وأضاف :"مواجهة هذه القضية معقدة، لكننا ملتزمون بالعمل، وليس الكلام وحده". وشكل الاتحاد الدولي مؤخرا مجموعة عمل ضد العنصرية والتمييز. في المقابل طالب قائد ميلان، ماسيمو أمبروزيني ، بإجراءات أكثر صرامة "لا يجب التسامح مع غباء كهذا". وتعد واقعة الأحد العنصرية، الثانية من نوعها التي يتعرض لها ميلان في غضون أشهر قليلة، ففي يناير الماضي، قرر بواتينغ ترك الملعب وتضامن معه زملاؤه، بعد الهتافات العنصرية التي تعرض لها في مباراة ودية أمام برو باتريا، أحد أندية الدرجة الرابعة. وقالت (غازيتا ديللو سبورت): "بدا أن الأمسية العبثية في بوستو أريتسيو مطلع (كانون ثان) يناير كانت تحذيرا كافيا"، مضيفة "لكن لا حياة لمن تنادي". وبعيدا عن العنصرية ، تمر كرة القدم الإيطالية كذلك بحالات أخرى من عدم التسامح والعنف. وأعلنت الشرطة الإيطالية الاثنين اعتقال اثنين من جماهير تورينو بعد اعتدائهما بصورة وحشية على أحد مشجعي يوفنتوس خلال لقاء دربي الدوري الإيطالي لكرة القدم، الذي أقيم في ديسمبر من العام الماضي، ويواجه المشجعان (25 و30 عاما) اتهامات بالشروع في القتل. ووقع الهجوم في ضواحي الاستاد، وكان سببه على الأرجح هو ارتداء الضحية لكوفية اليوفنتوس، وتسبب الاعتداء في إصابة الضحية (46 عاما) بجروح خطيرة، وخضع لعدة جراحات، وواجه خطر الموت.