تحولت مباراة الرجاء والجيش الملكي المقررة غدا الأربعاء، ضمن منافسات الجولة 23 من البطولة «الاحترافية» لكرة القدم إلى قضية، بدايتها معروفة لكن نهايتها في حكم المجهول. أمس الإثنين دعت الجامعة مسؤولي الفريقين إلى عقد اجتماع بمقرها، للتداول في برمجة البطولة، والوصول كذلك إلى اتفاق بين مسؤولي الرجاء والجيش يقضي إما بإجراء المباراة في موعدها أو تأجيلها إلى وقت لاحق. فريق الرجاء تمسك بموقفه المبدئي وبإجراء المباراة غدا الأربعاء، مثلما كان مقررا في وقت سابق، في وقت أبدى فيه الجيش الملكي اعتراضه على الأمر، وطالب بإجراء مباراته المؤجلة أمام وداد فاس بشكل مسبق، قبل أن يواجه الرجاء، كما أشار إلى أن الفريق العسكري سيصل إلى المغرب قادما من ليبيا بشكل متأخر، مما سيجعل مهمة إجرائه للمباراة صعبة للغاية. انفض الاجتماع دون أن يتم التوصل إلى أي اتفاق، علما أن عملية بيع تذاكر المباراة والترتيبات التنظيمية لإجراء هذه القمة متواصلة. من حق أي فريق أن يدافع عن ما يعتقد أنها حقوق له، وأن يستعمل كل الوسائل ليضع نفسه في موقف صعب. لقد كان حشد الفريق العسكري لفئات من جمهوره أمام مقر الجامعة ليشكل ورقة على الجامعة، ويتم تأجيل المباراة، أمرا لافتا، وهذا الأمر يكشف كيف أن هناك من يريد أن يلعب ب»النار»، إذ يحرص على «تجييش» الجمهور، وعلى أن يجعل منه درعا واقيا من أجل اتخاذ قرارات قد لا تكون معقولة. المثير في كل هذه الوقائع، أن جامعة كرة القدم التي من المفروض فيها أن تدافع عن قواعد اللعبة، وأن تجعل الجميع يحترمها ويطبقها، تحولت إلى ما يشبه الأطرش في الزفة، فهي لما برمجت مباراة الرجاء والجيش غدا الأربعاء، كانت تعرف أن الفريق العسكري واجه النصر الليبي يوم الجمعة الماضي، في إطار منافسات كأس «الكاف»، وأن على الأخير بمجرد أن يعود إلى المغرب أن يخوض مباراته المؤجلة، تماما، كما حدث مع الوداد والرجاء والفتح الرباطي، وغيرها من الفرق...، فلماذا إذا حرصت الجامعة أو جزء من مسؤوليها ممن يحرصون دائما على «اللعب بالنار» و»تمييع» الأمور، على فتح الباب مواربا أمام إمكانية تأجيل المباراة، ورمي الكرة في ملعب الفريقين، دون أن تحرص على تطبيق القانون بشكل صارم، علما أن هذا الاحتقان الذي ساهمت فيه الجامعة بوعي أو بدون وعي، لن يخدم المباراة، ولا البطولة، ولا الكرة المغربية.