رسالة24- عبد الحق العضيمي / تصوير: عبد الله أسعد // "الشعب يريد تحرير فلسطين.."، "شعب فلسطين سير سير نحو النصر والتحرير.."، "فلسطين أمانة والتطبيع خيانة.."، "الشعب يريد تجريم التطبيع.."، "بالروح بالدم نفديك يا فلسطين.."، كانت هذه بعض الشعارات من بين الكثير، صدحت حناجر عشرات الآلاف من المغاربة، صباح اليوم الأحد من قلب الدارالبيضاء، في مسيرة تضامنية مع الشعب الفلسطيني، وتنديدا بقرار رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها. المسيرة الحاشدة، والتي انطلقت من ساحة النصر بدرب عمر، مرورا بشارع لالة الياقوت، ووصولا إلى شارع الحسن الثاني، شهدت مشاركة قيادات عدد من الأحزاب السياسية، من ضمنها الاتحاد الدستوري، والعدالة والتنمية، والاتحاد الاشتراكي، والاستقلال، والتقدم والاشتراكية، بالإضافة إلى بعض الهيئات النقابية والعديد من منظمات حقوق الإنسان وجمعيات المجتمع المدني. ورفعت الأمواج البشرية، رجالا ونساء ومن مختلف الأعمار، والتي قدمت من مختلف المدن المغربية، الأعلام الفلسطينية وصور الأقصى الشريف، مرددين بصوت واحد شعارات منددة بالمجزرة الأخيرة لقوات الاحتلال الإسرائيلية في غزة والتي راح ضحيتها أزيد من 60 فلسطينيا، ومئات الإصابات الخطيرة، ومطالبة بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته وعاصمتها القدس الشريف ودعا المتظاهرون خلال هذه المسيرة التي دعا إليها "الائتلاف المغربي للتضامن"، والتي جاءت إحياء لذكرى النكبة 70 لفلسطين، واحتجاجا على نقل سفارة أمريكا للقدس، وتضامنا مع مسيرة العودة الكبرى التي راح ضحيتها أكثر من 60 شهيدا والمئات من الجرحى والمعطوبين، أمريكا إلى التراجع الفوري عن قرارها بنقل سفارتها من تل أبيب إلى مدينة القدس، واصفين ما أقدمت عليه إدارتها ب"الجريمة الكبرى". كما طالبوا المنتظم الدولي إلى تحمل مسؤولياته إزاء ما يقع من انتهاكات خطيرة في حق الشعب الفلسطيني، وخاصة بالقدس الشريف وقطاع غزة، ومؤكدين على أن القدس ستظل العاصمة الأبدية للفلسطينيين. هذا، وعبر عدد من القيادات الحزبية، التي تقدمت المسيرة، في تصريحات متفرقة ل"رسالة الأمة" عن تنديدهم الشديد بالجرائم الفظيعة التي يتعرض لها الفلسطينيون من قبل القوات الإسرائيلية، واستنكارهم القوي لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة بلاده من تل أبيب إليها. وفي هذا السياق، قال حسن عبيابة، عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الدستوري، والناطق الرسمي باسمه، إن "مسيرة الدارالبيضاء تحمل رسالة تضامن من المغاربة إلى الشعب الفلسطيني إزاء ما يتعرض له من تقتيل وعدوان واهانة على يد الآلة الحربية الإسرائيلية"، مضيفا أن "الشعب المغربي كعادته دائما يقف إلى جانب إلى جانب الفلسطينيين في كل المحن التي يمر منها"، مؤكدا أن أن مسيرة اليوم "هي أبرز عنوان على ذلك". ودعا الناطق الرسمي باسم حزب الاتحاد الدستوري المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لوقف المجازر التي ينفذها الكيان الهصيوني الغاصب في حق شعب أعزل، لا يطالب سوى بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وفق تعبير عبيابة، الذي طالب إسرائيل بوقف عدوانها وجرائمها ضد الفلسطينيين، خاصة المرتكبة في حق شبابه ونسائه وأطفاله. بدوره، ندد التهامي المسقي، عضو فريق التجمع الدستوري بمجلس النواب بشدة بمجزرة العودة الكبرى التي استشهد فيها أزيد من 60 فلسطينيا، وجرح أكثر من 1200 آخرين، مؤكدا أن مسيرة الدارالبيضاء جاءت لتؤكد مجدا على "الموقف الثابت للمغرب ملكا وشعبا تجاه القضية الفلسطينية، وتجاه القدس عاصمة للشعب الفلسطيني"، مبرزا أن "البرلمانيين بالمجلسين، كانوا دائما في مقدمة المدافعين عن نضالات الفلسطينيين وحقهم في إقامة دولتهم المستقلة، وسيظلون كذلك إلى أن تنعم فلسطين بحريتها وبإقامة دولتها وعاصمتها القدس الشريف". من جانبه، قال سليمان العمراني، نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، إن الرسالة التي تحملها مسيرة الدارالبيضاء "محملة بالدلالات والدروس لعل من ابرزها، أولا أن الشعب المغربي يظهر مرة أخرى أن القضية الفلسطينية هي قضية حاضرة بقوة في اذهان المغاربة وفي ضمائرهم وعقولهم". وأضاف العمراني أن ثاني الدلالات هو أن "المغاربة بإجماع قواه الحية اليوم يعبر بلسان واحد على تضامنهم مع اخواته واخواته في فلسطين والذين يقدمون منذ 30 مارس الماضي العشرات من الشهداء والمئات من الجرحى والمعطوبين"، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني يقدم الدرس في الدفاع عن قضياه المصيرية والتي تعتبر أيضا "قضيتنا جميعا". وتابع المسؤول الحزبي أن المغرب وكسائر الشعوب العربية والإسلامية "يستنكر ويشجب قرار الإدارة الامريكية بنقل السفارة الى القدس ونقول إن هذا القرار الارعن الذي يدخل في اطار ما يسمى بصفقة القرن والذي قرار يسعى الى تغيير وضع القدس لكنه لن يغير في الواقع شيء لأن المعركة في النهاية ستؤول إلى القضية الفلسطيينة باعتبارها قضية عادلة"، يقول العمراني.