خرج المئات من المغاربة، اليوم بالعاصمة الرباط، في مسيرة لإحياء الذكرى السبعين على تهجير الفلسطينيين وهدم معظم معالم مجتمعهم السياسية والاقتصادية والحضارية عام 1948 وطردهم من بيوتهم وأراضيهم لإقامة الكيان الإسرائيلي، المعروفة بذكرى النكبة، ولتجديد تضامنهم مع فلسطين والتنديد بقرار الإدارة الأميركية الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إليها. وانطلقت المسيرة التي دعت إليها مجموعة العمل الوطنية لدعم فلسطين والجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني من ساحة باب الحد، ومرت عبر شارع محمد الخامس وسط العاصمة، وردَّد المشاركون فيها شعارات منددة بقرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، القاضي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلده إليها، مطالبين بالحرية لفلسطين ورافعين أعلامها ولافتات ترفض القرار، ومستنكرين الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة في حق الشعب الفلسطيني. وفي هذا السياق، قال محمد بنجلون الأندلسي، رئيس الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، إن "هذه المسيرة تأتي في سياق المسيرات السابقة التي عبرنا فيها عن رفضنا للمخططات الصهيونية والأمريكية، فترامب يريد أن يقدّم الشعب الفلسطيني كله قربانا لنتانياهو، ونحن نرفض أن يتحول الشعب الفلسطيني الشقيق إلى قربان أو رهينة في يدهم". وأضاف الأندلسي في تصريح لهسبريس: "نحن كشعب مغربي دائما كنا إلى جانب الشعب الفلسطيني وسنبقى إلى جانبه إلى أن تتحرر الدولة الفلسطينية الحرة بعاصمتها القدس، ويتحرر الشعب الفلسطيني كشعب للجبارين في مقاومة كل المخططات الصهيونية الاستيطانية والاحتلالية". بدوره، قال عزيز هناوي، الكاتب العام لمجموعة العمل من أجل فلسطين، إن "الشعب المغربي يخرج اليوم بكامل قواه المدنية والحقوقية والسياسية ليعبر من جديد على رفضه المطلق لكل صفقات بيع فلسطين التي انخرطت فيها عدد من الأنظمة العربية، ويرفض مطلقا القرار الأمريكي بنقل السفارة من تل أبيب إلى القدس". وأكد المتحدث أن "الشعب المغربي يعتبر فلسطين أرضا تاريخية اغتصبت قبل سبعين سنة، واليوم إذا كان قرار ترامب يريد أن يرث وعد بلفور بوعد جديد يمنح من خلاله القدس، نقول له إن هذا القرار مرفوض وخارج عن الشرعية الدولية والشعب الفلسطيني سيقاومه، ومسيرات العودة الكبرى أقوى دليل". وتتزامن ذكرى النكبة لهذه السنة مع مجموعة من الأحداث التي تعرفها فلسطين، خصوصا قرار الرئيس الأمريكي نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، و"مسيرة العودة الكبرى" التي انطلقت في الذكرى ال42 ليوم الأرض وعرفت مظاهرات ومسيرات جماهيرية نحو الشريط العازل، ومن المنتظر أن تصل ذروتها بعد غد الثلاثاء. *صحفي متدرب