معجبون بقدرات الموارد البشرية في المغرب وبمؤهلات الإدارة المغربية ثمن عثمان الفردوس، كاتب الدولة لدى وزير الصناعة والاستثمار والتجارة والاقتصاد الرقمي المكلف بالاستثمار، الاهتمام الذي أبداه المستثمرون الأمريكيون بالمغرب كأرضية تتيح الولوج إلى الأسواق الإفريقية والأوروبية، مبرزا أن التجارب الناجحة للمجموعات الأمريكية الكبرى في المغرب مثل بوينغ و"آي بي إم"، التي تم استعراضها خلال المنتدى، تمثل نماذج ساطعة في هذا الباب. وسجل الفردوس، في تصريح بمناسبة انعقاد الدورة الرابعة للمنتدى التجاري المغرب – الولاياتالمتحدةبواشنطن، إعجاب المستثمرين الأمريكيين بقدرات الموارد البشرية في المغرب وكذا مؤهلات الإدارة المغربية على مستوى مواكبة كبار المستثمرين. وأبرز المسؤول المغربي أن هناك تغيرا في نظرة المستثمرين الأمريكيين للمغرب وللفرص الاقتصادية التي يتيحها لهم ، لاسيما على مستوى الولوج إلى الأسواق الإفريقية، مشيرا إلى أن المغرب يمثل أيضا قاعدة في مجال الاقتصاد الرقمي بالنسبة لأسواق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في القارة السمراء. من جهته، قال عبد الرحيم الحافيظي، الذي حضر اللقاء بصفته كاتبا عاما لوزارة الطاقة والمعادن، في تصريح مماثل، إن المنتدى "حقق نجاحا كبيرا" مؤكدا أن حضور كبريات الشركات الأمريكية شكل فرصة للمغرب لتقديم نموذجه الطاقي الخاص، والذي سمحت جاذبيته للمملكة بتحقيق انتقال كبير من منظومة طاقية تهيمن عليها مصادر الطاقة الأحفورية إلى أخرى تتجه أكثر فأكثر نحو استخدام الطاقات المتجددة. وأضاف أن هذا الحدث كان فرصة تأكدت الشركات الأمريكية من خلالها أن الطاقات المتجددة قادرة على تأمين الإمدادات بأسعار تنافسية للغاية واقل تكلفة بخمس مرات من الوقود الأحفوري، وذلك بفضل نجاعة التقنيات المستخدمة. من جانبها، أشادت نائبة رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب، نايلة التازي، بالحضور الهام لأزيد من 300 مشارك، بينهم مسؤولون أمريكيون وعدد من رجال الأعمال وقادة الشركات، ما يدل على "الاهتمام المتزايد بالمغرب والاطلاع الأدق على ما تمثله بلادنا على المستوى الإقليمي والقاري من حيث آفاق التنمية الاقتصادية". وأكدت أن المنتدى سلط الضوء مسار التطور بالمغرب خلال السنوات الأخيرة والجهود التي بذلت من أجل خلق مناخ موات لاستقبال المستثمرين الأمريكيين الذين يمكن أن يقيموا شراكات مع الفاعلين المغاربة لولوج الأسواق الإفريقية. وقالت التازي إن الشركات الأمريكية التي تبحث عن اقتصادات صاعدة تدرك الروابط القوية التي نسجها المغرب على امتداد القارة اقتصاديا وسياسيا وثقافيا. وبخصوص المناقشات مع الفاعلين الأمريكيين، أعربت عن يقينها التام بأن الرسالة قد وصلت بشكل جيد، ومفادها أن "المغرب يمثل قاعدة هامة نحو إفريقيا"، مؤكدة مطالبة بمواصلة مضاعفة مثل هذه اللقاءات لاستكشاف كل القطاعات وجذب الفاعلين الأمريكيين. كما أشادت بتحديث مذكرة التفاهم المبرمة بين الاتحاد العام لمقاولات المغرب وغرفة التجارة الأمريكية، مبرزة أن ذلك يبرهن على "شراكة تقوم على الاستمرارية والمثابرة والثقة". ويعد المنتدى التجاري الولاياتالمتحدة – المغرب موعدا سنويا يشارك فيه العديد من كبار المسؤولين وممثلي عالم المال والأعمال بكلا البلدين، ويأتي تنظيمه في سياق الجهود الموصولة لتعزيز فرص الأعمال والاستثمار بين الرباطوواشنطن. ويسلط هذا المنتدى، الذي تنظمه سفارة المملكة المغربية في واشنطن بشراكة مع مركز الأعمال (الولاياتالمتحدة – إفريقيا) التابع لغرفة التجارة الأمريكية، الضوء على موقع المغرب كشريك إقليمي رائد للقطاع الخاص الأمريكي. ويوفر المنتدى أرضية لكبار المسؤولين ورؤساء المقاولات النافذين والخبراء التجاريين والاطراف المعنية للتباحث حول تطوير التجارة بين الولاياتالمتحدة والمغرب وبقية بلدان القارة الإفريقية واستكشاف فرص تجارية جديدة.