تجنب نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، الرد بشكل مباشر على أسئلة الصحفيين المتعلقة باحتمالات ترشحه لولاية ثالثة على رأس الحزب، مكتفيا بالقول إن "ترشيحي آخر قضية يمكن أن تطرح حاليا داخل حزب التقدم والاشتراكية الذي لا يدبر بالمسارات الشخصية لمناضليه، بل يسعى إلى إبراز القياديين الذين من شأنهم أن يقودوا محطاته بشكل جماعي". وأضاف بنعبد الله خلال الندوة الصحفية التي عقدها، اليوم الثلاثاء بالرباط، لتقديم مشروع أطروحة حزبه السياسية لمؤتمره الوطني العاشر المزمع عقده أيام 11 و12 و14 من شهر ماي المقبل، أنه لم يسبق له قط أن اتخذ قرارا بشكل فردي، وأنه "يخضع دائما للقرار الحزبي الجماعي"، ثم زاد مستدركا "الجواب عن امكانية ترشحي لولاية جديدة سيكون خلال المؤتمر". وفي حديثه عن مشاركة حزبه في تدبير الشأن العام، دافع بنعبد الله عن تموقع هيئته السياسية في الخانة الحكومية طيلة 20 سنة، أي منذ حكومة عبد الرحمان اليوسفي سنة 1998، إلى اليوم، معتبرا أن القرارات المتخذة في هذا الباب "كانت دائما تكون في صالح الوطن والمواطنين". وتابع أن حزبه "لا يختار التموقع بصفة إرادية في المعارضة، بل تتوفر لديه الشجاعة لتحمل المسؤولية الحكومية متى توفرت شروط المشاركة، قبل أن يضيف قائلا إنه "رغم مشاركته في الحكومات المتعاقبة إلا أن التقدم والاشتراكية لم يغير جلده وحافظ على مبادئه التي أسس عليها". وفي مقابل تأكيده على أن حزبه ظل وفيا للمبادئ مؤسسيه، كشفت الوثيقة السياسية التي قدم بنعبد الله أبرز مضامينها، أمام الصحافيين، أن تموقع الحزب في الخانة الحكومية طيلة هذين العقدين، قد "كرس لدى الرأي العام الوطني وبعض القوى الاجتماعية المرتبطة عادة بالحزب صورة نمطية، مختزلة مؤداها أن الحزب تخلى عن نضالاته أثناء تواجده في المعارضة، حيث لم يحسن الحزب سياسته التواصلية، على حد قول الوثيقة، التي أكدت الاعتراف بأن الحزب، عبر هياكله وآلياته، لم يقم بالدور الكافي بواجب التأطير للنضالات الجماهيرية بمختلف تعبيراتها ". وبالنسبة للتحالفات، أكد بنعبد الله أن يد "البي بي إس" "ممدودة لكل الأحزاب والقوى الوطنية السياسية التي تتقاسم معه قناعاته الفكرية والديمقراطية وإيمانه بثنائية الإصلاح في كنف الاستقرار"، وأن " من يمكن أن يقطع معنا أشواطا في مسار تقّدم البلاد، فنحن مستعدون للتحالف معه" يقول بنعبد الله. وفي السياق ذاته، اعتبر أمين عام "الكتاب" أن العلاقة التي تربط حزبه بحزب التجمع الوطني للأحرار "كانت دائما يسودها التقدير والاحترام"، منذ كان الحزبان يقودهما كل من أحمد عصمان وعلي بعتة، ليؤكد على أن هذه العلاقة "لا يمكن لها إلا أن تستمر مع عزيز أخنوش، الرئيس الحالي للحزب، الذي نحترمه ونقدره، كما نحترم جميع مكونات التحالف الحكومي"، وفق تعبيره. إلى ذلك، عاد لبنعبد الله إلى معارضيه من داخل الحزب، والذين يرفضون ترشحه لولاية جديدة، ويرفعون في وجهه شعار "ارحل"، حيث وصفهم ب"التافهين"، وأكد أن أعضاء وقيادة حزبه لن يلتفتوا لمطالبهم، التي اعتبر أنها "مطالب شخصية".