علمت "رسالة 24" من مصادر مقربة، أن تلميذة تسمى قيد حياتنها (ن.ز)، من مواليد سنة 2003، وتدرس في السنة الأولى باكالوريا بإحدى ثانويات مقاطعة بني مكادة بطنجة، قد توفيت مساء الخميس الماضي، متأثرة بمضاعفات مادة كيماوية سامة تستعمل كمبيد للقوارض "سم الفئران" الذي تجرعته رفقة صديقتها، داخل قسم الإنعاش الملحق بالمستشفى الجهوي محمد الخامس بطنجة مباشرة بعد الوصول إليه، وذلك رغم وإخضاعها لعملية غسل المعدة داخل قسم المستعجلات، فيما نجت صديقتها (أ)، البالغة من العمر حوالي 16 سنة والتي تتابع بدورها دراستها بنفس الثانوية، من الموت المحقق بأعجوبة كبيرة، بعدما تم نقلها إلى مصحة خاصة في الوقت المناسب، حيث جرى إنقاذها من الهلاك قبل فوات الأوان. ليتم بعد ذلك إيداع جثة الضحية (ن.ز)، مستودع الأموات البلدي الدوق ديطوفار، بحضور السلطات المحلية للمحقة الإدارية 19، والدائرة الأكمنية 8، والشرطة القضائية من أجل إخضاعها للتشريح الطبي لفك لغز الوفاة، والكشف عن أسبابها المباشرة، في حين باشرت المصالح الأمنية المعنية تحقيقاتها الموسعة حول ظروف وملابسات الحادثة بمحيط ولدى عائلة الضحية. وحسب المعلومات المتوفرة لدى الجريدة بخصوص الواقعة، فإن كلتا التلميذتين الضحيتين المراهقتين، كانتا على علاقة غرامية مع شابين من نفس سنهما، وبعدما حصل خلاف بينهم، قرر الشابان قطع علاقتهما بالفتاتين الصديقتين، ومن أجل إرجاع هذه العلاقة إلى مجراها الطبيعي، قررت الفتاتان التظاهر بمحاولة الانتحار لإجبار "الحبيبين" على العودة إليهما على طريقة المسلسلات الرومانسية التركية المدبلجة، فتناولتا كمية من "سم الفئران" داخل شقة الهالكة بالمجمع السكني الذي تسكن فيه، في غياب والدتها صباح الخميس الماضي، وذلك قبل أن تتدهور حالتهما الصحية، وينقلا إلى المستشفى مساء نفس اليوم. إلى ذلك، فقد حاولت الضحية الناجية من الموت تضليل وتمويه عناصر الفرقة القضائية للمنطقة الأمنية الثانية بني مكادة التابعة لولاية أمن طنجة، الذين باشروا التحقيق معها في القضية بعد تجاوزها لمرحلة الخطر، بتعليمات مباشرة من النيابة العامة المختصة، بعد ادعائها بداية الأمر بأنها وصديقتها المتوفاة اقتنيتا بعض الحلويات التي يمكن أن تكون تحمل مواد سامة وغير صالحة من بائع متجول بمحيط الثانوية، غير أن تقدم التحقيقات بشكل جدي وحازم، أجبرها على الاعتراف بالحقيقة الكاملة، خصوصا بعدما جرى محاصرتها بمجموعة من الأسئلة التي جعلتها تنهار وتعترف وبشكل تلقائي بأدق التفاصيل المرتبطة بالعملية التي قادتهما على محاولة الإنتحار وهلاك صديقتها والطريقة التي حصلتا بها على هذا السم الفتاك أداة الجريمة.