قتل 59 شخصا على الأقل وأصيب أكثر من 200 بجروح في هجوم مجموعة إرهابية على مركز تجاري في نيروبي بحسب حصيلة جديدة أعلنها الصليب الأحمر الكيني أمس الأحد. وعلى إثر هذا الاعتداء الإرهابي الشنيع الذي خلف عددا من الضحايا الأبرياء. بعث صاحب الجلالة الملك محمد السادس برقية تعزية إلى السيد أوهورو كينياتا رئيس جمهورية كينيا.. وجاء في برقية جلالة الملك "لقد علمت بعميق التأثر وشديد الاستنكار بنبأ الاعتداء الإرهابي الشنيع الذي استهدف مركزا تجاريا في العاصمة نيروبي مخلفا عددا من الضحايا الأبرياء". وعبر جلالة الملك في هذه البرقية عن إدانة جلالته الشديدة لهذه الاعتداءات الإجرامية الدنيئة، وتقدم جلالته الى فخامة الرئيس الكيني ، ومن خلاله إلى أسر الضحايا المكلومة والشعب الكيني الشقيق، بأحر التعازي والمواساة، داعيا الله تعالى أن يمن على المصابين بالشفاء العاجل، وأن يتقبل الضحايا الأبرياء في ملكوته الأعلى، ويشملهم بواسع رحمته وغفرانه، ويلهم ذويهم جميل الصبر وحسن العزاء. ومما جاء في هذه البرقية أيضا "وإذ أسأل الله عز وجل أن يجنبكم وشعبكم الشقيق كل مكروه، أرجو أن تتفضلوا، فخامة الرئيس، بقبول أخلص مشاعر مواساتي وأصدق عبارات تضامني وتعاطفي". و حول تفاصيل هذه المجزرة الرهيبة ، قال رئيس الصليب الأحمر عباس غوليت "حتى الآن لدينا تأكيد 43 وفاة واكثر من 200 جريح"، فيما لا تزال قوات الأمن تسعى للقضاء على المهاجمين الذين يحتجزون عددا غير محدد من الرهائن. و فيما أعلن الرئيس الكيني اوهورو كينياتا في كلمة متلفزة أن 39 شخصا قتلوا وأصيب 150 آخرون في الهجوم على المركز التجاري في نيروبي ، توالت ردود الفعل المنددة بهذا الهجوم الإرهابي حيث نددت واشنطن بما اعتبرته هجوما "دنيئا" وأكدت باريس مقتل فرنسيتين في الاعتداء. ووعد البيت الأبيض بمساعدة كينيا في مكافحتها للإرهاب.وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي كايتلين هايدن في بيان إن "منفذي هذا العمل الدنيء ينبغي أن يحالوا أمام القضاء وقد قدمنا دعمنا الكامل إلى حكومة كينيا لتحقيق هذا الأمر." وكانت الخارجية الأميركية قد أعلنت في وقت سابق عن إصابة عدد من الأميركيين في هجوم نيروبي، موضحة أن السفارة الأميركية في كينيا "على اتصال بالسلطات المحلية وقد عرضت مساعدتها". وفي بيان تناولت فيه هذا "الهجوم الإرهابي المستمر"، أعلنت الرئاسة أن "فرنسيتين قتلتا في هذا العمل الدنيء الذي أسفر عن كثير من الضحايا". وأضاف البيان أن الرئيس فرنسوا هولاند "يدين بأكبر قدر من الشدة هذا الاعتداء الجبان ويشاطر أفراد عائلتي مواطنتينا آلامهم ويعبر عن تضامنه الكامل مع السلطات الكينية". وفي السياق نفسه، أعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ يوم السبت أن مواطنين بريطانيين هم "من دون شك" من بين ضحايا الهجوم الدامي الذي استهدف مركزا تجاريا في نيروبي, لافتا إلى أن دبلوماسيين يحاولون الحصول على معلومات عن جميع الأشخاص المصابين. وصرح هيغ للتلفزيون "هناك من دون شك مواطنون بريطانيون وجدوا انفسهم عالقين في هذا الهجوم وعلينا أن نكون مستعدين لهذا الأمر". وأكد هيغ أن بريطانيا تدين "من دون تحفظ" هذا الهجوم "الوحشي" لكنه لاحظ أن تبني الاعتداء من جانب المتمردين الشباب الصوماليين لم يتأكد حتى الآن". ولفت إلى أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أجرى اتصالا هاتفيا بالرئيس الكيني وعرض عليه مساعدة بريطانيا إذا اقتضت الضرورة". وأضاف بالقول "إنه بالتأكيد هجوم معقد، بالتأكيد هجوم إرهابي، هجوم جبان ووحشي استهدف أشخاصا أبرياء من كل الأعمار ومن أصول مختلفة". وأعلن المتمردون الإسلاميون الشباب المرتبطون بالقاعدة مسؤوليتهم عن الهجوم الذي استهدف مركز "وست غيت مول" التجاري. وقالت الحركة المتشددة المرتبطة بتنظيم القاعدة والتي تقاتل قوات حفظ السلام من كينيا ودول افريقية أخرى إن إطلاق النار الكثيف كان انتقاما من "الجرائم التي ارتكبتها القوات الكينية في الصومال". وكان رئيس مكتب وكالة المغرب العربي للأنباء بنيروبي ضمن المحتجزين، قبل أن يجري تحريره رفقة الرهائن. من جهة أخرى، أعرب رئيس مكتب وكالة المغرب العربي للأنباء بنيروبي حميد أقروط، الذي كان محتجزا ضمن مجموعة من الرهائن في مركز "ويست غايت" التجاري وسط العاصمة الكينية، عن امتنانه الكبير لجلالة الملك محمد السادس، على الاهتمام والدعم الذي أحاطه به جلالته طيلة فترة احتجازه وقال أقروط بتأثر بالغ "إنني ممتن كثيرا للاهتمام الذي أحاطني به صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، والذي شملني به جلالته طيلة فترة احتجازي التي دامت ساعات".